الثورة – طرطوس_ سمر رقية:
أسواق القدموس على غير عوائدها في أيام الشهر الفضيل، و تكاد شوارعها وأسواقها تخلو من الزبائن والمرتادين، وقلة قليلة جدا ممن يتجرؤون ويدخلون محال الخضر والفواكة، فقد تصدرت الفاصولياء الخضراء اليوم قائمة الأسعار وسجلت 12 ألف ليرة للكيلو الواحد، والبندورة 5 الآف والكوسا ب 3800 ل.س، والباذنحان مدعبل 3000 ل.س، وللمحشي 3800 والفول الأخضر 4000 ليرة و اللوز الأخضر ب 5000 ل.س والقائمة تطول.
الثورة أثناء جولتها في السوق التقت عددا من السيدات اللواتي يبحثن عن مواد طبخة اليوم تناسب ما في جيوبهم من وريقات الآلآف التي يتطلبها السوق، أم عدنان قالت لم نعد قادرين على مواجهة نار الأسعار الكاوية ولم نعد قادرين على اللحاق بآخر سعر معلن ففي كل ساعة سعر جديد، وبتنا نحتار ماذا سنحضر لوجبة الإفطار، فيما أم حسن تساءلت حتى في أحلك سنين الأزمة كانت موائد رمضان غنية ومتنوعة من كل أنواع الخضار والفواكة وحتى اللحوم، أما هذا العام لم نجرؤ الدخول إلى محال اللحمة أو الفروج حتى محال الخضار نبحث عن مادة رخيصة السعر تناسب الدخل ولو بالحد الأدنى مع ذلك لا نجد ما يناسب ما في جيوبنا.
أما السيدة فاطمة تنظر للخضار وتحاكي نفسها: نسينا محلات اللحمة والفروج من زمان واليوم على ما يبدو يريدون أن يجعلونا ننسى محال الخضار أيضا، لكن لا أحد يسأل أو يعنيه الفقير في هذه المدينة ماذا سيأكل ومن أين سيتابع حياته؟!.
وأثناء الجولة حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر ورغم قلة الناس في الشوارع والمحلات بدأ كل تاجر يخبر جاره عن قدوم عناصر التموين إلى المدينة ليجهزوا أنفسهم ويغلقوا المحال فعناصر التموين لم تصل عين الريس بعد وهو موقع قبل القدموس بمسافة ربع ساعة تقريباً وفي نهاية الجولة اتصلت مرات ومرات بمدير تموين بانياس لكنه لم يجيب!!