*إصدار شعري.. جديد علي الراعي
يسود الأسلوب النثري الوجداني المجموعة الشعرية الصادرة حديثاً بعنوان (كماء العنب في آب العناقيد) للشاعر علي الراعي رغم تعدد المواضيع والمضامين.
ويعالج الراعي في المجموعة قضايا غلبت عليها النزعة الإنسانية العاطفية والوطنية ومواجهة الإرهاب ليعكس ما يحس به ويراه مع حضور كبير للأم التي تشكل في حياة المؤلف مكانة كبيرة كسائر الكتاب، فعبَّر عما في داخله بصدق، مصوراً ما يحمله المجتمع ليحقق دوراً ثقافياً في الوقت الراهن.
ويجمع الراعي بين عواطفه ومحبته للناس وانعكاس الحروب على كل العلاقات الإنسانية وعلى العواطف، إضافة لنصوص اجتماعية حقق فيها إبداعاً راقياً في مستويات فنية تليق بالنصوص.
المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب عكست في معظم نصوصها مشاعر الكاتب إزاء الواقع الاجتماعي، وهي سابع كتب الراعي، ومنها في القصة القصيرة (كومة رماد) و(دروب في المشهد التشكيلي السوري) نقد فني.
*كتاب القصيدة الانتقالية في صدر الإسلام…
يطلق مصطلح القصيدة الانتقالية للكناية عن مرحلة من الشعر العربي عندما انتشر الدين الإسلامي في عموم الجزيرة العربية وشكل دولة قامت على عقائد ومفاهيم وقوانين جديدة غير التي كانت سائدة في العصر الجاهلي.
ويتناول الكتاب الصادر حديثا للدكتورة هبة عبد الوهاب عقيل بعنوان “القصيدة الانتقالية” كل ما يتصل بقضايا التشكيل الفني لهذه القصيدة وسبل التأصيل لها.
وتعرِّف الباحثة في مقدمة الكتاب بمفهوم القصيدة الانتقالية بعد سياق تاريخي للعصر الجاهلي، والانتقال للإسلامي مقارنة ذلك بأمم وحضارات مشابهة كاليونان والرومان، وانتقال تلك الأمم من عصر لآخر، وتأثير ذلك على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأدبية.
وينقسم الكتاب إلى بابين يختص الأول بدراسة قضايا التشكيل الفني في القصيدة الانتقالية مكتفياً بنماذج محددة هي قصيدة الرثاء والمديح والقصيدة الذاتية من حيث مفهوم الخلق الشعري والانعكاس والموازنة الرمزية والسمات الفنية كالظواهر الأسلوبية والمعجم اللفظي والصور الفنية.
ويختص الباب الثاني بدراسة قضايا الرؤيا في القصيدة الانتقالية فيما يتصل بالفرد والمجتمع والدهر والموت والحرب والسلطة وعالم الغيب، مختتماً بدراسة تحليلية لثلاث قصائد انتقالية مرثية ومدح وثالثة ذاتية لبيان حضور ملامح الانتقال فيها.
يقع الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 423 صفحة من القطع الكبير، والدكتورة عقيل من مواليد دمشق واستاذ مساعد لمادتي الأدب في صدر الإسلام والأدب الأموي في جامعة دمشق، وتشارك في تدريس الأدب الجاهلي، وصدر لها “المختار من شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة للعقاد” ضمن سلسلة ثمرات العقول، وعدد من البحوث في مجلات محكمة ولها كتاب مشترك قيد الطباعة بعنوان “الأدب في العصر الأموي”.
*كتاب يوثق الألعاب الشعبية في منطقة الجزيرة السورية..
يوثق كتاب “الألعاب الشعبية في الجزيرة السورية” الصادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب للباحث أحمد الحسين التراث الشعبي المادي واللامادي في الجزيرة السورية، والذي حرص عدد من الباحثين من أبناء المنطقة على الحفاظ عليه من الاندثار والضياع.
الكتاب الذي جاء في 80 صفحة من القطع الكبير تضمن أربعة فصول هي “ألعاب الصبيان” و “الألعاب المشتركة بين الفتيان والفتيات” و”ألعاب النساء” و”ألعاب الرجال” حيث عمد المؤلف إلى توثيق ألعاب الأهالي خلال مئة عام مضت أو أكثر وحتى التاريخ الحديث.
واعتمد الحسين في كتابه منهج بحث علمي ربط خلاله جذور بعض الألعاب بالحضارات القديمة الموجودة في المنطقة عبر قالب من الوصف الدقيق والممتع لتفاصيل كل لعبة مرفقاً معها صوراً توضح كيفية اللعب والأدوات التي كان يستخدمها الأجداد في لعبهم.
وينضم كتاب “الألعاب الشعبية في الجزيرة السورية” إلى جهود المؤلف في حفظ الموروث الشعبي في الجزيرة السورية عبر سلسلة كتب ومقالات وأبحاث نشرها ووثقها في هذا المجال لينقل لقارئ اليوم هذا الفلكلور الذي يتميز بعراقته وغنى تنوعه ولا سيما بعد أن تعرض قسم كبير منه سواء كان مادياً أو لامادياً للاندثار نتيجة الحداثة والمدنية، وانتقال أهالي الريف إلى المدينة، وتغير أنماط معيشة أهالي ريف المحافظة.
والباحث أحمد الحسين يحمل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، مهتم بالدراسات الأدبية والتراثية والموروثات الشعبية، نشر أبحاثاً ودراسات في صحف ومجلات ودوريات سورية وعربية، وعمل سابقاً مديراً للثقافة ورئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب في الحسكة، ونال عن مؤلفاته جائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات الأدبية عام 2012، وصدرت له مؤلفات عدة أهمها “فنون المأثورات الشفاهية في الجزيرة السورية” و”أدب الكدية في العصر العباسي” و”مقالات في أدب الحمقى والمتحامقين”.