الثورة – نيفين عيسى:
رُبما لا تختلف العادات والتقاليد الاجتماعية كثيراً في شهر رمضان المبارك بين الماضي والحاضر، لكنها أخذت أنماطاً تتناسب مع ظروف كل مرحلة ومتطلباتها، وهو ما نلاحظه في شهر رمضان المبارك هذا العام.
العادات الاجتماعية والرغبة بالتواصل والتعبير عن المشاعر تجاه الآخرين ما زالت على حالها، مع اختلافٍ بطرق التعبير عن تلك القيم المتوارثة.
اعتاد الناس في الشهر الفضيل على تبادل الدعوات على مائدة الإفطار كشكلٍ للتواصل وإظهار المودة بين الأقارب والأصدقاء، لكن الظروف الاقتصادية الحالية دفعت الكثيرين لتقليص هذا النوع من المجاملات واستبدالها بطرق أخرى، إضافة إلى تركيز ربّات المنازل على أساسيات المائدة الرمضانية حسب مستوى دخل العائلة.
بعض الأسر اختارت أن تتعاون على نفقات الإفطار بشكلٍ تشاركي لتخفيف العبء عن أسرة بعينها، وهو ما يُسهّل على الجميع مسألة التكاليف ويخلّص الكثيرين من الحرج بشأن التواجد على مائدة واحدة قد تكون تكاليفها خارج إمكانيات عائلة واحدة.
البعض تخلّى عن التوجه إلى المطاعم لتناول طعام الإفطار أو السحور، واستبدلوا ذلك بجلسات عائلية منزلية، فيما يجد أشخاص طلبهم في مطاعم تكون أسعارها معتدلة وضمن حدود الإمكانيات المتاحة.
وتبقى قيم العطاء والشعور بأوضاع الأقارب والفقراء حاضرة ضمن الشهر الكريم، ويتم التعبير عنها بوسائل متعددة تتناسب مع ظروف كل شخص أو عائلة، وهو ما يؤكد استمرار معاني الصيام النبيلة في نفوس الأجيال المتعاقبة.

التالي