“غلوبال ريسيرش”: هذه تداعيات الحرب الأوكرانية على الدولار

 

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:

هل حرب أوكرانيا وأعمال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا تعني نهاية الدولار كعملة احتياطية للعالم؟ حتى إذا وصلت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا إلى خطة من 15 نقطة، كما ذكرت “فاينانشال تايمز”، فستكون هناك تداعيات على الدولار.
كما أن سلاسل التوريد المعقدة المبنية على أساس نظام تجاري مستقر بموجب مبادئ منظمة التجارة العالمية ستكون أيضاً مهددة بالانهيار. تكتشف الولايات المتحدة أن روسيا ليست مجرد دولة بترول كما اعتقدت، ولكنها توفر العديد من المواد الحيوية التي تحتاجها صناعتها وعسكرتها، هذا بصرف النظر عن كون روسيا مورداً رئيسياً للقمح والأسمدة.
ويعني الاستيلاء على أموال روسيا أن الثقة في الولايات المتحدة والدولار كعملة احتياطية عالمية موضع تساؤل! لماذا يجب أن تحافظ الدول على فائض تجاري وتصرفه في الخارج إذا كان يمكن الاستيلاء عليه بسهولة؟ كان الوعد بالدولار كعملة احتياطية للعالم أن تكون جميع الفوائض بالدولار آمنة.
قد يكون أحد الأصول الاقتصادية في دفاتر الدولة، لكنها في الواقع مسؤولية سياسية، حيث يمكن لحكومة الولايات المتحدة الاستيلاء على هذا الأصل متى شاءت، وقد فعلت واشنطن ذلك في وقت سابق مع العراق وليبيا وفنزويلا. يعني الاستيلاء على احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية من قبل الدول الغربية، دول المستعمرات السابقة والدول المستعمرة الاستيطانية، إن ما يسمى بالنظام القائم على القواعد يقوم الآن على تسليح الدولار وسيطرة الغرب على النظام المالي العالمي.
حدثان جديدان مهمان في هذا السياق، يبدو أن الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يضم روسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وبيلاروسيا وأرمينيا يتجهان نحو نظام دولي ونقدي جديد. كما يبدو أن الهند وروسيا تعملان أيضاً على إجراء تبادل للروبية والروبل بناءً على حاجة الهند لاستيراد الأسلحة والأسمدة والنفط من روسيا. وكانت الهند قد أنشأت بالفعل نظاماً مشابهاً في وقت سابق لشراء النفط الإيراني. قد يعطي هذا النظام الناشئ حديثاً دفعة لصادرات الهند إلى روسيا، كما أشارت المملكة العربية السعودية مؤخراً إلى أنها قد تحدد مبيعاتها النفطية للصين باليوان وليس الدولار، بعد عام 1974، ستكون هذه هي المرة الأولى التي تبيع فيها السعودية أي نفط بعملة أخرى غير الدولار حيث يتم بيع 25٪ من نفط المملكة العربية السعودية إلى الصين.
تهيمن الولايات المتحدة على أسواق الخدمات والملكية الفكرية (IP) وتكنولوجيا المعلومات (IT) لكن أسواق السلع المادية، على عكس الخدمات والملكية الفكرية وتكنولوجيا المعلومات، لأنها تعتمد على شبكة معقدة من الموردين، وبالتالي سلاسل التوريد العالمية المعقدة.
إذا كانت الحرب الاقتصادية الغربية تعني سحب الإمدادات الروسية من السوق العالمية، فإن العديد من سلاسل التوريد معرضة لخطر الانهيار. لقد كتبتُ عن حرب الطاقة وكيف يعتمد الاتحاد الأوروبي على الغاز المنقول من روسيا إلى أوروبا، فالعديد من السلع الأساسية الأخرى ضرورية لأولئك الذين يفرضون عقوبات على روسيا، وأولئك الذين قد يجدون صعوبة في التجارة مع روسيا بسبب عقوبات الغرب.
الغريب أن أحد العناصر الأساسية في سلسلة التوريد الخاصة بتصنيع الرقائق يعتمد على روسيا، فهي مورد رئيسي لركائز الياقوت (باستخدام الياقوت الاصطناعي) التي تدخل في الرقائق.
العنصر المهم الآخر هو إمدادات غاز النيون لصانعي الرقائق، الذين يوجد موردوهم الرئيسيون في جنوب أوكرانيا، في ماريوبول وفي أوديسا، فحوالي 50٪ من المعروض العالمي من النيون و 75٪ من الإمدادات الأوكرانية هي لشركات صناعة الرقائق في العالم.
كما يعتبر النيكل من العناصر الأساسية للبطاريات الكهربائية، وروسيا هي ثالث أكبر مورد للنيكل في العالم، ومع فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للعقوبات، قد يؤدي ذلك إلى ظهور الصين بالفعل كأكبر مورد للبطاريات في العالم، وبالتالي ستكون مركزاً مهيمناً بشكل أكبر.
القضية الأخرى التي يمكن أن تخلق اختناقات في سلسلة التوريد في جميع أنحاء العالم تتعلق بالبلاديوم والبلاتين والتيتانيوم والعناصر الأرضية النادرة، والتي تتطلبها الصناعات المتقدمة. هذه المواد مدرجة في قائمة الخمسين من المعادن الاستراتيجية التي تحتاجها الولايات المتحدة. إذا تذكرنا كيف تعطلت سلاسل التوريد خلال Covid-19، فقد تكون الأزمة القادمة أسوأ بكثير، يسهل فرض العقوبات، ولكن يصعب رفعها. وبالنسبة إلى الإمدادات الغذائية للعالم فإنها ستتضرر أكثر من ذي قبل، حيث تنتج روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا كميات كبيرة من الأسمدة التي يحتاجها المزارعون في كل مكان، وروسيا وأوكرانيا أيضاً من بين أكبر مصدري القمح. إذا تم فرض عقوبات على القمح الروسي وتضرر محصول أوكرانيا بسبب الحرب، فلن يجد العالم سهولة في تعويض النقص الحاد في الغذاء.

ليس هناك شك في أن العالم على أعتاب أزمة اقتصادية كبيرة، ولكن هل سيتم إعادة تشكيل نظام اقتصادي جديد، نظام عالمي حيث توجد حلول تعاونية بدلاً من شن حروب عسكرية واقتصادية من أجل حلها.
المصدر: Global Research

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق