الثورة – ناصر منذر:
كثيرة هي الأخبار الملفقة التي تنشرها جهات مغرضة على مواقع التواصل الاجتماعي، والهادفة إلى تشويه صورة سوريا، لاسيما بعد انتصار الثورة، وتحرير سوريا من قبضة النظام الديكتاتوري البائد، والغرض من وراء تلك الأخبار إلصاق التهم الباطلة بإدارة العمليات والفصائل العسكرية والزعم بانتهاكاتها لحقوق الإنسان، وممارسة القتل والتعذيب، وما إلى ذلك من تهم، ولكن الحقائق سرعان ما تتكشف، ليتضح أن الهدف هو تخويف الناس وترهيبهم، وصولاً إلى زرع الشكوك، وفقدان الثقة بتلك الفصائل، سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.
من بين تلك الأخبار الكاذبة، هو مقطع الفيديو الذي انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهر عجوزاً إيرانياً مقعداً على كرسيه المتحرك وهو بقبضة مجموعة من الفصائل في سوريا بالقرب من مطار حميميم العسكري في اللاذقية، وزعمت بعض المواقع أنه قد قتل بالقرب من المطار، وأن الإدارة السورية هي التي قتلته لأنه عنصر في الحرس الثوري الإيراني، ليتضح لاحقاً أن هذا المسن لم يمسه أحد بأي سوء، وهو في طريقه إلى بلاده، بعد أن تم إجلاؤه برفقة نجله وبشكل آمن إلى روسيا في وقت سابق.
هذه الحقيقة أكدها حتى السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي، الذي أشار وفق ما نقلته وكالة إرنا، إلى أن المواطن الإيراني، واسمه (علي أكبر أبو طالب أصفهاني)، قد تم إجلاؤه مع ابنه البالغ من العمر 13 عاماً، من قاعدة حميميم في سوريا إلى روسيا بصورة آمنة، وظهر بالصور داخل السفارة.
إذاً، هناك الكثيرون ممن يحاولون التصيد بالماء العكر، لمحاولة إظهار الفصائل العسكرية السورية، على غير حقيقتها الإنسانية، في مسعى لتشويه صورة إنجازاتها على مسار التحرير، لاسيما وأن النظام المخلوع، عمد طوال حكمه الاستبدادي إلى تصوير قوى المعارضة، بأنها إجرامية تضمر الشر للشعب السوري، كما تضمر العداء لشعوب الدول المجاورة، وذلك بهدف منع السوريين من مجرد التفكير بأي تغيير سياسي، والإيهام بأن مثل هذا التغيير، سيكون ضد كل القيم الإنسانية للمجتمع السوري، واليوم نرى بعض الجهات المتضررة من سقوط ذاك النظام تحاول السير على هذا النهج التضليلي، لغايات ومقاصد باتت معروفة للجميع، ولكن، كما خسر النظام البائد الرهان، فإن فلول أزلامه ستخسر أيضا نفس الرهان.
وقد أثار هذا المسن جدلاً، عقب ظهوره بمقطع فيديو، يتحدث بلغة عربية مكسرة على كرسيه المتحرك بالقرب من مطار حميميم العسكري، وتساءل الكثيرون حول هويته، وأسباب وجوده في المنطقة، ثم بدأت الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل تتحدث عن مقتله على يد القوات السورية.
#صحيفة_الثورة