الثورة – سنان سوادي وسهى درويش:
آمال وتطلعات يطمح الإعلاميون إلى ترجمتها واقعاً عملياً، طالما بوصلتهم أمنيات وهواجس مواطنين كانت بالأمس القريب صعبة المنال.. ومع فجر سوريا الحرة أصبحت الأحلام ممكنة التحقق، وكم من لقاء كان مجرد كلمات عابرة لا آذان لها، وكم من كلمة بقيت حبيسة الحنجرة وغصة القلب لأن خروجها تهمة إدانة بوهن عزيمة الفاسدين، أما اليوم فالإعلام كلمة حق تُسمع، فماذا يريد صحفيو وإعلاميو اللاذقية من الحكومة الجديدة، لنساهم جميعاً في بناء وطن قوي منيع، صحيفة الثورة التقت بعضاً منهم وكانت لهم الآراء التالية:
حرية العمل الصحفي
مدير إعلام اللاذقية الصحفي علي قدار قال: في هذه المرحلة المفصلية يجب أن يكون دور الإعلام في التوعية ودرء الفتن والتركيز على الجوانب المضيئة، ومن المهم أن يكون للإعلام حرية محصنة في نقل المعلومة، وأكثر الحاجات أهمية اليوم هي الانتقال بخطا ثابتة نحو المستقبل, وردم الفجوات الكثيرة، وعلى الإعلاميين أخذ دورهم الوطني في بناء الدولة الديمقراطية المتعددة، وعلى الصعيد المهني نأمل في المستقبل أن يأخذ الإعلاميون دورهم الحقيقي في تسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات على حد سواء، وأكثر ما نرنو إليه مستقبلاً هو الحرية الإعلامية المصانة بمهنية الإعلاميين والعمل الوطني.
تفعيل دور الإعلام
من جهتها قالت رئيس تحرير صحيفة الوحدة رنا عمران: ما نتمناه من الحكومة الجديدة بالدرجة الأولى أن يأخذ الإعلام دورَه في متابعة كل ما يهمّ المواطن لدى المسؤول، والتوجيه بضرورة التعاون والتجاوب مع ما يطرح في وسائل الإعلام من قِبل المسؤولين، وإيلاء مسألة عودة السوريين من أصحاب رؤوس المال والأعمال والمشاريع، الذين يستثمرون في الخارج أولوية كبرى، لما لهذه العودة من تفعيل لعجلة الاقتصاد داخل القطر، وذلك بعد تهيئة البيئة الاستثمارية والقانونية المناسبة والمشجعة، وتكثيف العمل الخدمي الذي يلمسه ويراه المواطن بشكل يومي، والتركيز على المؤهلات العلمية والطاقات الشابة، ووضعها في مفاصل العمل ومواقع المسؤولية المختلفة.
إعلام ينهض بالمجتمع
بدورها نوّهت الإعلامية وفاء قسوم بأنه لا بدّ أن يكون للإعلام فيه حصة من الاهتمام والتركيز الحكومي، لأنه من العوامل الهامة في تثبيت مفهوم الدولة السورية الجديدة، وأعتقد أن محاولة الإطلالة في هذه المادة على هذا القطاع أتت من مخزون الأحلام الكبير بامتلاك بلدنا إعلاماً حرفياً يمثل السوريين كافة، ويكون رافعة جديرة بالنهوض المجتمعي بعد التفكيك الممنهج للنسيج الاجتماعي السوري الذي عمل عليه النظام البائد، فأغلب الكوادر الإعلامية العاملة في هذا القطاع تحت سيطرة النظام السابق كانت تعمل خارج أفكارها وقناعاتها بالوضع السائد السابق، فصارت الوظيفة حامية لقمة العيش بالحد الأدنى.
الاهتمام بالإعلام الخاص
مراسلة موقع المشهد أونلاين في اللاذقية الصحفية ميساء رزق قالت: لا يخفى على أحد أهمية دور الإعلام في كونه من أهم المنابر والمصادر للمعلومات عامة ونقلها للمواطن بكل شفافية ومصداقية، ولتحقيق ما سبق يفترض وجود الأرضية المناسبة والوسائل الحديثة التي تحقق الغاية المرجوة من الإعلام بكل أشكاله، كما لا يخفى على أحد مقدار التقييد الذي كان مفروضاً على وسائل الإعلام في سوريا في عهد النظام البائد، وتكميم أفواه الإعلاميين عن نشر الحقائق وفضح الارتكابات من فساد وحجب المعلومات عنهم إلا بما يناسبه، مؤكدة على أهمية إعادة هيكلة الجسم الإعلامي بما يفتح المجال لرفع سقف الحريات بالتعبير والمشاركة الفاعلة والحقيقية لنقل هموم المواطنين والتواصل مع الجهات المعنية من دون قيود، مع التأكيد على إعادة تأهيل الكوادر الإعلامية وتدريبهم على مختلف مجالات الإعلام الحديث وأدواته لتمكينهم على استخدام الوسائل الحديثة بما يواكب التطور الإعلامي، مع إيلاء الإعلام الخاص الأهمية والمساعدة ليوائم الإعلام الرسمي ومنحه الصلاحيات بالتغطية والمعلومة، ومع ضرورة دعم الإعلام المحلي في المحافظات ميزات الوسائل الإعلامية المركزية.
صحافة الحلول
فيما باركت الصحفية والمذيعة فاتن حبيب بولادة سوريا الجديدة وفجرها الجديد الذي انتظرناه على مدى عقود من الزمن، مضيفةً نتمنى تقديم جميع التسهيلات الخاصة بالحصول على المعلومات، وضمان سريتها، وصون كرامة الصحفي، ومنحه الحرية المطلقة، وتقبل الرأي الآخر لنصل إلى مجتمع صحي يتشارك فيه الجميع.
وأن يتم التركيز على صحافة الحلول، فالمواطن السوري عانى من الاستبداد والظلم وسوء الخدمات الأساسية ونقصها، كما نقترح يكون هناك قنوات إذاعية وتلفزيونية جديدة بحلة جديدة مزوّدة بأحدث التقنيات لتواكب متطلبات المرحلة الراهنة للوصول إلى كل الجغرافيا السورية واللحاق بقطار الحداثة، فالصحافة عانت في نقل المعلومة بشكلها الصحيح وزجها ضمن قالب وإطار معين لمنعها من أداء عملها وعرقلة وصول الصورة
الصحيحة للمجتمع، علماً أن لدينا كوادر مدرّبة ومثقفة قادرة على المنافسة والعمل بأصعب الظروف، وجاهزة ومستعدة للعمل بكامل طاقتها أبناء سوريا العظيمة، بالصحافة نترقي ونبني سوريا الجميلة.
عودة الصحافة الورقية
فيما تمّنى الصحفي جورج شويط للإعلام في سوريا الجديدة أن يكون مرآة الواقع، والناس، والشارع.. وأن يحمل الهمَّ الوطني بكلّ أبعادِه، وأن يكون مصدرَ ثقة لكلّ ما يُبث عبر قنواته ومحطاته ومنافذه، ليكون مصدرَ الحقيقة والأساسَ الصادق.. وأن يتمّ إعادة الاعتبار للصحافة الورقية واستقطاب الإعلام الالكتروني/ الرقمي، وفتح أبواب المسؤولين لكل إعلامي يبحث عن الحقيقة، وهذا ما يمتّن جسرَ التواصل مابين المواطن والمسؤول، والانفتاح على الإعلام الخارجي، وإطلاق قنوات فضائية متعددة تعطي صورةً عن بلدنا في جميع المجالات، وإصدار تشريعات وقوانين تحمي الإعلاميين وتؤمّن لهم مستقبلاً زاهراً وعيشاً كريماً.
عدم حجب المعلومة
الصحفي حليم قاسم – صحيفة الوحدة، قال: عانينا خلال حكم النظام البائد من تقييد حرية الصحفي في التعبير ومصادرة رأيه، وعدم التطرق للفساد، ما نأمله خلال المرحلة القادمة أن يتم التعامل مع الصحافة بوصفها شريكاً في بناء الوطن، وأن تكون عين المواطن، وعدم حجب المعلومة عن الصحفي من الجهات الرسمية، وأن يتم تأمين كل الأدوات والتقنيات لإنجاح إيصال الرسالة الإعلامية لنرتقي بالوعي ونعمل على بناء سوريا الجديدة الحرة.
لنا كلمة.. من المأمول أن يصبح الإعلام بكل وسائله، مساحة تعبير وإعلام حرية ومهنية، وهو المطلب الأول والأساسي لنا كصحفيين وإعلاميين، وأن يتحول من وظيفة إلى مهنة بعد أن بات صناعة لها شروطها وأدواتها, وأن يرتقي بخطابه ليعكس هموم المواطن ويكون صوته ومرآته التي تنقل له الواقع بأمانة وصدق, ويمارس دوره الرقابي على الأداء الحكومي والمجتمعي لينقل الواقع والحقائق كما هي، ويؤدي رسالته ويشير إلى الخطأ لتصويبه ويعزز الإيجابيات لتكون نهجاً للعمل.
والأهم أن يتم إنصاف الصحفيين والإعلاميين حسب الكفاءة بعيداً عن المحسوبيات ليرتقي الوطن ويسمو كما نحلم به جميعاً.
#صحيفة_الثورة