الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
مخطيء من يظن أن الحرب تدمير للبناء والبنية التحتية وغيرها من الأمور المادية وحدها دون مقومات الوجود الأساسية التي تعطي هذه البنى معناها ونسغها وروحها التي تشكل هويتها وانتماءها.
الحرب استهداف للثقافة أولاً وأخيراً، وهي محاولة تدمير الجذور واجتثاث الوعي.
ما فعله الاحتلال الأميركي في العراق، ومن قبله الاحتلال الفرنسي للجزائر ومحاولة الفرنسة ..عاد وفعلته داعش في تدمير الآثار ونهب المتاحف واستهداف كل ما يمت إلى الثقافة والإبداع.
دمروا متحف الموصل وحطموا تمثال أبي تمام هناك وفي دير الزور كان مصير تمثال محمد الفراتي كمصير سلفه أبي تمام لينتقل الأمر إلى المعرة ونبش ضريح فيلسوفها وفيلسوف الشعراء، أبي العلاء المعري.
اليوم في أوكرانيا يعمل النازيون بالطريقة نفسها ..بل يجب القول لقد شجع الغرب ذلك، فقد بدأ الأمر في بعض الجامعات الغربية وعدم تدريس الكتاب والمبدعين الروس الذين أثروا في الثقافة العالمية.
أوكرانيا كما تنقل الأخبار المتواترة من هناك تشن حرباً على الرموز الثقافية الروسية التي لم تعد تمثل روسيا وحدها إنما العالم كله.
فقد عمدت سلطات بعض المدن الأوكرانية إلى إزالة نصب تذكارية لبوشكين في أكثر من مكان.كذلك تعمل على طمس كل ما يدل على المبدعين الروس من تولستوي إلى دوستويفسكي وغيرهم..
إنها النزعة النازية العنصرية التي تدور في فلك التبعية والمركزية الغربية التي لا ترى العالم إلا تابعاً وذيلاً لها.
إذن إنها الحرب الشاملة وأول أهدافها الثقافة، نبض الحياة ودم الهوية والانتماء.
d.hasan09@gmaiL.com
التاريخ: الثلاثاء12-4-2022