الثورة – وفاء فرج:
انطلقت الكثير من المبادرات التنموية تجسيداً للتوجهات الحكومة لتعزيز التنمية المحلية و الريفية ومن هذه المبادرات، مبادرة معاً نبني حلماً التي تشكل إحدى مخرجات الملتقى الزراعي الأول الذي انعقد العام الماضي وأحد المشاريع التطبيقية
الدكتورة رائدة أيوب مدير التنمية الريفية والأسرية بوزارة الزراعة أكدت أن هذه المبادرة هي منهجية عمل لتحقيق تنمية متعددة الأبعاد تتوخى تغيراً إيجابياً كلياً في كافة مناحي الحياة الريفية، ومتكاملة في عناصرها حيث تشكل مخرجات النشاط الواحد مدخلات لنشاطات أخرى تغذي بعضها بعضاً عن طريق تساندها الوظيفي وروابطها التكاملية من القرى القادرة على تنمية نفسها للتخفيف من أبعاد الفقر المتعدد فيها.
وتعتمد رؤيتها على وجود قرى تنموية نموذجية ذات اقتصاد زراعي متطور يقوم على الاستخدام الأمثل و المستدام للموارد الطبيعية والبشرية، وتكون قادرة على إدارة عملية التنمية والتغيير بنفسها للانتقال إلى حياة أفضل مما كانت عليه سابقاً وتهدف المبادرة إلى تطبيق نموذج تنموي متكامل وشامل وتحسين نوعية حياة السكان الريفيين والاستمرار بذلك وتحسين واقع القرى تنموياً وزيادة تفعيل مشاركة السكان المحليين في التنمية الريفية وتعزيز الشراكة الفعالة بين كل الجهات ذات الصلة بالتنمية الريفية لتقديم مدخلات تنموية متوازنة ومتوازية.
وتقوم المبادرة على وضع تصور مسبق ومدروس للحالة المراد الوصول إليها في تنمية المجتمعات الريفية، وهذا يستوجب وضع أهداف لتلبية احتياجات معينة عبر منظومة من التدخلات التنموية تستهدف كافة قطاعات هذا المجتمع، مع مراعاة أن تكون هذه التدخلات قابلة للتطبيق والتنفيذ وتتسم بالمرونة والاستدامة ومنذ البداية يتم تحديد ما الذي يجب عمله وكيف يمكن عمله، ومن سيقوم بذلك، كما تعتمد على التشاركية مع أبناء المجتمع الريفي لضمان انطلاق عملية التنمية من القاعدة إلى القمة وليكون أبناء المجتمع الريفي شركاء فاعلين في عملية التنمية التي ستؤول إليهم فيما بعد، وتبدأ هذه التشاركية في عملية جمع المعلومات والبيانات حول واقع المجتمع الريفي، وتحديد المشكلات والاحتياجات الفعلية للمجتمع، والاتفاق على الأهداف المراد تحقيقها في التنمية، والتشاور في الأساليب التنموية التي سيتم اتباعها لتحقيق الأهداف وتلبية الاحتياجات ووضع خطة لذلك، الاتفاق على مساهمات المجتمع المحلي بالخطة المقترحة، كما تعتمد على تعدد الأبعاد من خلال إشراك كافة الجهات الرسمية والشعبية والاتحادات والمنظمات لخلق حالة تنموية متكاملة بوتيرة واحدة وبفترة زمنية واحدة يستطيع نقل المجتمع من حال إلى الحال المرغوب به، وتراعي الفروق بين المجتمعات الريفية مبينة أن للمبادرة أسس عامة واحدة ولكنها تقوم على مراعاة خصوصية كل مجتمع ريفي على حدة، ولا يوجد تدخل يصلح لكل القرى أو علاج واحد لكل المشاكل، كل مجتمع له إمكانيات طبيعية وبشرية مختلفة وكذلك مشاكل واحتياجات مختلفة.
وتستهدف المبادرة السكان الريفيين بمجمل شرائحهم (الأسر الريفية، الشباب الريفي( ذكور وإناث)، المرأة الريفية، النساء المعيلات للأسر، الأطفال، أصحاب الاحتياجات الخاصة) وينفذ المبادرة كل من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي (مديرية التنمية الريفية الزراعية والأسرية) بالتعاون مع كافة المديريات المركزية ومديريات الزراعة والإصلاح الزراعي في المحافظات بالشراكة مع الجهات الحكومية ذات الصلة (وزارة الصحة ـ وزارة التربية ـ وزارة الإدارة المحلية والبيئة ـ وزارة الموارد المائية والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية والاتحادات والمنظمات الشعبية والمحافظة المعنية بكافة مكاتبها التخصصية والمنظمات الدولية العاملة في سورية ذات الصلة بالتنمية والمجتمع المحلي.
وكشفت أيوب أن تطبيق مبادرة معاً نبني حلماً انطلقت أولاً في محافظة حماة وقد تم ترشيح خمس قرى لتكون النموذج الأول لتطبيق المبادرة وهي قرى (قيرون – أم الطيور ـ بشنين – معرين الصليب – قطرة الريحان).
وبعد المفاضلة بين هذه القرى وقع الاختيار على قرية قطرة الريحان إحدى قرى سهل الغاب الذي يعتبر مورداً اقتصادياً وزراعياً وسياحياً خصباً متنوع الموارد الطبيعية والبشرية وممكن أن يكون حاضنة للنماذج التنموية للمبادرة أضف إلى ذلك توافر المعايير التالية في قرية قطرة الريحان منها عدد السكان فيها معتدل لا يقل عن /1000/ نسمة ولا يتجاوز /3000/ نسمة
ووجود رغبة لدى الأهالي في التشاركية التنموية ووجود معاناة من نقص في الخدمات والبنى التحتية ومشاكل في القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي وألا يوجد خلافات ونزاعات بين الأهالي.
وبينت أيوب أن الذي عزز الاختيار طلب الأهالي التدخل التنموي في قريتهم وأبدوا كامل استعدادهم لتقديم كل ما يلزم لإنجاح هذا التدخل في سبيل تعزيز واقع أفضل.
وتشمل مرحلة التنفيذ تجهيز مكان وحدة التنمية الريفية بالقرية مساهمة من الأهالي والبدء بتمويل المشاريع الأسرية المولدة للدخل بالقروض ونشر ثقافة تدوير المخلفات العضوية بدودة الكمبوست والفيرمي كمبوست ( دورة تدريبية ) والبدء بالتحضير لإنشاء مسامك أسرية بالتعاون مع الهيئة العامة للأسماك و تجهيز وحدة التصنيع الغذائي متعددة الأغراض من قبل وزارة الزراعة وتجهيز مكان لها مساهمة من المجتمع المحلي والبدء بمعالجة خط الصرف الصحي والطريق العام للقرية بالتنسيق مع محافظ حماة والبدء بمعالجة المشكلات الخاصة بالقطاع التعليمي بالتنسيق مع وزير التربية والتنسيق لإنشاء مكتبة عامة وتنفيذ خارطة لمواقع مراكز التنمية الريفية في القرية و نشر تقنية إنتاج الغاز الحيوي و زراعة الصبار الأملس واستنبات الشعير بدون تربة والاستفادة من المخلفات الزراعية باستخدام الفرامة وصناعة الكمبوست النباتي وتأسيس شبكة مربي الأغنام و الأبقار و نواة لصندوق دوار لبذار علفية.