انتهت معظم الحرب على سورية، ولم يتبقّ إلا بقعتان ساخنتان مهمتان مازالتا عالقتين تحت نير الإرهاب في الملف العسكري، وبعض الحالات في بؤر متناثرة. إلا أن أزمة المعيشة والوضع الاقتصادي العام، والسعي لتخفيف الضائقة هو الشاغل للحكومة السورية ومؤسساتها.
الضائقة الاقتصادية تضرب العالم أجمع، بعد الحرب الأوكرانية، التي جعلت حكام أوروبا يتحسسون رؤوسهم. معظم دول العالم تستدير اليوم إلى سورية، لأنها عملياً انتصرت في حربها، تاريخياً أي حرب جديدة تعني نهاية حرب سبقتها. وهنا مكمن ميزة تأثير حرب روسيا.
توجه الكثير من الدول من الصين إلى منطقتنا العربية سيكون له المساحة الحرة للتحرك في مجال الإعمار من خلال الاستثمارات. كل ذلك يصب في بوتقة تخفيف معاناة المواطن السوري، والضائقة التي يعيشها بعد سني الحرب.
عقد من الزمن حاولوا فيه إسقاط الدولة السورية، أو الوصول بها إلى حالة الهشاشة. فشلوا وخابت أحلامهم. وكان لابد من فتح بوابات مع العالم لأجل استثمارات الإعمار لما لها من نجاحات سابقة، ما يسهم في إعادة ضبط قطاعات المال ورصد الفساد والتحصيل الضريبي.
لابد من العمل لتخفيف حالة الضنك التي يعيشها المواطن السوري، وسورية الحاضرة الغائبة في معظم الساحات العربية والعالمية. أصبح من الضرورة الاستدارة إليها. بدأت تونس والجزائر. كل ضاق بالإرهاب الذي ضرب بلادنا..
كثير من الدول أقرت بأن الحرب على سورية كانت كونية، وأنها انتصرت عسكرياً، رغم بعض البؤر التي تحتاج للتحرير، وأن ما يدعى بالمعارضة السورية هم حفنة من مرتزقة وخونة وعملاء، باعوا أنفسهم ورهنوا اصطفافاتهم ضد وطنهم.. والخائن لا يمكن أن يؤتمن.
انكشفت عمالتهم لدى العالم أجمع، وتبين أنهم ليسوا سوى أدوات سخرت لتحطيم سورية، التي انتصرت بالتضحيات الجسام لجيشها وشرفاء شعبها، على الصعد كافة. بالمقابل باءت بالفشل مؤتمرات المعارضة ومناصريها، وكشف النقاب بأنهم معبر لتحقيق أهداف أعدائها الضغينة.
انتقال بعض الإرهابيين إلى ليبيا قسرياً أو طوعاً، ومن هَجَرَ سورية من فلولهم وانتشارهم في بلدان شتى، وعودة بعضهم لبلادهم وإن بشكل غير شرعي، بات يهدد تلك البلاد لتذوق ما أذاقته لسورية؛ خلال سني الحرب عليها.. وأصبح الحذر والخشية من أفعالهم تقلق شعوبهم..
لابد أن تتفكك الضائقة الاقتصادية في سورية، لتنتعش حياة المواطن، بدءاً من الأجور وفرص العمل والمعيشة، وهذا سيحتاج بعض الوقت، وليس الكثير منه. فالأمر أصبح عالمياً، بعد حرب أوكرانيا، التي كشفت عنصرية الغرب، وسفالة النظام الأميركي اللاإنسانية..
أما النظام التركي فيحاول لملمة فضائحه تجاه سورية، بعد الحرب الأوكرانية الروسية محاولاً مغازلتها. سورية التي لم تعد تهتم بمن غدر بها، فذاك من فتحت له عبر بواباتها آفاقاً عالمية وعربية خانها. تصور أنه سلطان عصره وسيعيد الزمن الغابر إلى صفحات التاريخ الحاضر.
انكشف ستر تلطيه خلف القضية الفلسطينية، ونصرة الشعب الفلسطيني، وعليه التنبه لموقف نظامه من سورية وخاصة بعد العمليات الأخيرة في تل أبيب، التي أثبتت أنه كلما طال زمن الاحتلال يشتد الإعصار ضد المحتل. وخاصة بعد سفاهة تصريحات مسؤولي جيش صهيون.
جاءت الردود الصادمة التي أدلى بها وزير الدفاع الروسي، وقائد سلاح الجو الروسي. مهما صلى الصهاينة لأجل أوكرانيا فلن يحصدوا إلا ما حصدته الريح من البلاط.. فالزلزال الذي يزداد عمقاً في الداخل الفلسطيني سيلقي بالقناع المزيف عن الموقف الحقيقي من الحرب الأوكرانية..
إضاءات- شهناز صبحي فاكوش