الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري منهل إبراهيم:
في سلوك هدفه إرضاء الولايات المتحدة وبريطانيا، صوّت البرلمان الألماني (البوندستاغ)، بأغلبية كبيرة، لصالح توريد أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا.
وناشد نواب البرلمان بأغلبية كبيرة، تضم 586 صوتاً، الحكومة الاتحادية “مواصلة توريد أي أسلحة ضرورية إلى أوكرانيا والإسراع في ذلك، حيثما يكون ذلك ممكناً، مع توسيع نطاق توريد أسلحة ثقيلة”.
وبحسب موقع سكاي نيوز الإخباري تم التأكيد أنه يجب ألا يتم تهديد قدرات ألمانيا الدفاعية داخل حلف (الناتو) من خلال هذا الإجراء.
يشار إلى أن 100 نائب برلماني صوتوا بالرفض، وأحجم 7 نواب عن الإدلاء بأصواتهم.
ويعد هذا التطور لافتاً، وقد يدفع وفق مراقبين نحو المزيد من التأزم في العلاقات الروسية الألمانية خاصة، والأوروبية عامة، لا سيما مع تصاعد نبرة موسكو الرافضة لتزويد الدول الغربية لأوكرانيا بالأسلحة وتلويحها بالرد على ذلك.
ويقول محللون سياسيون إن قرار برلين توريد أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا يتعلق بمواجهة ضغوط من العديد من الدول الأوروبية الأخرى المنتقدة لموقفها من الحرب في أوكرانيا، كونها الاقتصاد الأم والأكبر في منطقة اليورو، وبالتالي هي مطالبة باتخاذ مواقف أكثر تقدماً من الجميع في أوروبا ضد روسيا، خاصة وأنها لم توقف واردتها من الغاز الروسي وغيرها من موارد الطاقة”.
ويؤكد المحللون أن الولايات المتحدة تعتبر الدول الأوروبية وفي مقدمها ألمانيا، كما ولو أنها محميات تابعة لواشنطن ولقراراتها، وعليها تبعاً لذلك مجاراة الموقف الأميركي والاحتذاء به، وعدم التغريد خارج السرب الأمريكي”.
ويضيف خبراء في الشؤون الألمانية إن: “هذا الموقف الجديد للبرلمان الألماني، جاء بعكس رغبة وتوجهات المستشار شولتس، وبعكس رغبة قادة الجيش الألماني، الذين يرون أن مثل هذه الخطوة قد تقحم البلاد في أتون حرب لا ناقة لألمانيا فيها ولا جمل، حيث إن أوكرانيا ليست حتى عضواً بالاتحاد الأوروبي ولا بالناتو لكي يكون هناك التزامات قانونية لألمانيا بالتدخل لصالحها في الحرب”.
يذكر أن الكتلتين البرلمانيتين لحزب اليسار المعارض وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المعارض، لم تؤيدا توريد أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، وحذر زعيم الكتلة البرلمانية لحزب اليسار، ديتمار بارتش، من نشوب حرب نووية نتيجة توريدات الأسلحة لأوكرانيا.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة “غلوبال تايمز” إن قرار برلين تسليم مدافع غيبارد المضادة للطائرات، التي كان “عصرها الذهبي” في السبعينيات، إلى أوكرانيا هو حل وسط لتسوية الانقسامات الداخلية في البلاد.
ونقلت (روسيا اليوم) عن الخبير العسكري الصيني سونغ تشونغ بينغ قوله للصحيفة: “قرار برلين تسليم مدافع غيبارد المضادة للطائرات إلى أوكرانيا هو حل وسط لتسوية الانقسامات الداخلية في ألمانيا”.
وأضاف الخبير إن “العصر الذهبي” لمدافع غيبارد بمدافعها المضادة للطائرات كان في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقبل تسليم هذه المدافع إلى الجيش الأوكراني، سيتعين إصلاحها على حساب ألمانيا.
كما أشار الخبير إلى أنه حتى في حالة الإصلاح، هناك شكوك في أن هذه الأنظمة سيتم إدخالها إلى ساحة المعركة في دونباس، كما يعتقد حسب رأيه، أن توريدها من المستودعات، وليس مما لدى البوندسفير (الجيش الألماني)، هو حل وسط بين الأحزاب الحاكمة في ألمانيا، والتي توجهت لإرضاء الولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة (Süddeutsche Zeitung) الألمانية، نقلاً عن مصادر، أن ألمانيا في اجتماع دولي بدعوة من الولايات المتحدة في قاعدة رامشتاين الجوية وعدت بتزويد أوكرانيا بمنظومات غيبارد. وهذا ما أكدته لاحقاً وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينا لامبرخت.
وبذلك تكون ألمانيا قد اتخذت، لأول مرة، قراراً بتزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة، وأشارت وسائل الإعلام الغربية إلى أن هذا يعد تغييراً خطيراً في موقف ألمانيا، التي كانت شديدة الحذر بشأن إمداد كييف بالأسلحة.