مبادرات الصين وتعزيز الأمن والسلام العالمي

الثورة – عبد الحميد غانم:

يواجه عالمنا اليوم تحديات خطيرة تهدد السلام والتنمية بسبب السياسات الخطيرة التي تنتهجها أمريكا والغرب والتي تؤثر تأثيراً عميقاً على العالم بأسره، حيث تتنامى التهديدات بسبب طموحات الهيمنة الغربية وازدياد العجز الدولي عن تحقيق السلام والأمن في العالم.
وضمن هذا الواقع المضطرب والمتقلب تبرز الحاجة الماسة إلى رؤى عميقة بشأن الأمن وإنهاء الحروب وسياسات الهيمنة، وعليه اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 24 نيسان الماضي مبادرة أمن عالمي لتعزيز الأمن للجميع في العالم أثناء إلقائه كلمة رئيسية عبر رابط فيديو في حفل افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي لعام 2022 لتضاف إلى مبادرات الصين السلمية.
تهدف المبادرة الجديدة وفق وكالة شينخوا الصينية القسم العربي إلى وضع مستقبل البشرية جمعاء في الاهتمام، ضمن ستة مجالات:
* الالتزام برؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والعمل معاً للحفاظ على السلام والأمن العالميين.
* الالتزام باحترام سيادة ووحدة أراضي جميع البلدان، ودعم عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام الخيارات المستقلة لمسارات التنمية والأنظمة الاجتماعية التي يتخذها الناس في مختلف البلدان.
* التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ورفض عقلية الحرب الباردة، ومعارضة الأحادية في التحكم بمستقبل العالم، ورفض سياسات التحالفات والمواجهة بين التكتلات.
* أخذ الشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان على محمل الجد، والتمسك بمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، وتبني هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام، ومعارضة السعي لتحقيق الأمن على حساب أمن الآخرين.
* الالتزام بالحل السلمي للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال الحوار والتشاور، ودعم كل الجهود التي تؤدي إلى التسوية السلمية للأزمات، ورفض المعايير المزدوجة، ومعارضة الاستخدام التعسفي للعقوبات الأحادية والولاية القضائية طويلة الذراع.
* الحفاظ على الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية، والعمل معاً على حل النزاعات الإقليمية والتحديات العالمية مثل الإرهاب وتغير المناخ والأمن السيبراني والأمن البيولوجي.
وضمن قراءة هذه الأهداف نجد أن المبادرة هي استكمال للمبادرات الصينية السابقة التي تجسد حكمة الصين في معالجة الأسباب الجذرية للصراعات والنزاعات على حد سواء، وتحديد المفاهيم الأساسية والمبادئ الهامة والأهداف طويلة الأجل، والنهج العملي لدعم الأمن العالمي وتحقيقه.
ومن خلال التفكير الكلي لعملية تخطيط عالية المستوى والمنظور الجزئي لحل المشكلات العملية، تركز المبادرة على المشكلات الحقيقية التي تؤثر على أمن البشرية وعلى إيجاد سبيل مستدام لإحلال السلام العالمي.
وتدعم المبادرة التعددية الحقيقية، التي تتعلق بمعالجة الشؤون الدولية من خلال التشاور وتقرير مستقبل العالم من قبل الجميع عبر العمل معاً.
كما تسعى مبادرة الأمن العالمي الصينية إلى تحقيق الأمن المشترك وتصب في صالح بناء نظام دولي قائم على الاحترام المتبادل والمساواة والثقة المتبادلة، على عكس سعي أمريكا وبعض الدول الغربية غير المتوازن لتحقيق أمنها على أمن الدول الأخرى.
ورأى شاكيل راماي، الرئيس التنفيذي للمعهد الآسيوي لبحوث وتطوير الحضارة الإيكولوجية، إنه إذا كان العالم يريد بناء إطار أمني جديد يتسم بالعدل والانصاف، فينبغي أن يعمل وفقاً لمبادرة الأمن العالمي.
وتشهد المبادرة على قدرة الصين على مطابقة أفعالها بأقوالها.
وقد ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين أن المبادرة مفتوحة للعالم وترحب بمشاركة جميع الدول، مضيفاً أن الصين، بصفتها الدولة التي طرحت هذه المبادرة الكبرى، ستتخذ إجراءات جادة في تنفيذها.
وقال وانغ “نحن مستعدون للعمل من خلال الأمم المتحدة والقنوات الثنائية والمتعددة الأطراف لإجراء تبادل معمق للآراء مع جميع الأطراف بشأن المبادرة حتى نتمكن من إلهام بعضنا البعض، وتوحيد الجهود العالمية، وتنفيذ المبادرة”.
على مر السنين، عملت الصين دائماً كحصن لصون السلام والاستقرار، فضلاً عن تعزيز التضامن والتعاون.
وقد حظيت مبادرة الأمن العالمي، التي تتميز بالتعددية الحقيقية، بتأييد واسع النطاق من المجتمع الدولي، ولفتت إجراءات الصين ومساهماتها في الوفاء بمسؤولياتها كدولة كبرى انتباه العالم بأسره، من الدعوة إلى التسوية السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة إلى المشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية، ومن جهودها الشاملة لمساعدة الدول الأخرى على مكافحة كوفيد-19 إلى التعامل بنشاط مع تغير المناخ، وكذلك من التمسك بمبدأ السعي لتحقيق الصالح العام والمصالح المشتركة إلى احترام مبدأ الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول، ومن تعزيز القيم المشتركة للبشرية إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
تعد هذه المبادرة منفعة عامة عالمية أخرى تقدمها الصين، حيث تضخ الثقة والزخم في حماية الأمن العالمي وتحقيقه، وهو ما يدل على التزام الصين كدولة كبرى بدعم السلام والاستقرار العالميين فضلاً عن ممارسة الإنصاف والعدالة.
ومن هنا أكدت سورية دعمها واهتمامها بالمبادرات التي تقدمها جمهورية الصين الشعبية على الصعيد الدولي ولاسيما مبادرة الأمن العالمي والتي تنسجم جمعيها وتتقاطع مع العديد من ثوابت ومبادئ سورية في سياستها الخارجية.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها تعليقاً على إعلان المبادرة: “من هذا المنطلق وهذه المبادئ المشتركة تدعم سورية مبادرة الأمن العالمي التي أطلقها رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ في الكلمة الرئيسية التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع السنوي لمنتدى بواو الآسيوي لعام 2022 وتؤكد أنها يمكن أن تسهم في مواجهة التحديات الدولية المتزايدة وفي الوصول إلى عالم أكثر أمناً واستقراراً للجميع وبناء مستقبل مشترك أفضل للبشرية”.
وسورية تتابع باهتمام المبادرات الصينية على الصعيد الدولي وتنظر إليها بإيجابية لكونها تنسجم وتتقاطع مع العديد من الثوابت والمبادئ التي دائماً ما تؤكد عليها سورية في سياستها الخارجية وفي مختلف المحافل الدولية وعلى رأسها الالتزام بأحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والاحتكام إلى الحوار والحلول السلمية للأزمات واحترام حق الشعوب في ضمان أمنها واستقرارها وتحقيق نهضتها الاقتصادية بعيداً عن عقلية الهيمنة والإملاءات وعن سياسات دعم الإرهاب وفرض الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تقوم عليها السياسات الغربية.
وفي نفس السياق سبق أن انضمت سورية إلى مبادرة (الحزام والطريق) التي أطلقتها الصين وتم التوقيع على مذكرة تفاهم مشتركة بين البلدين الصديقين.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق