الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري – منهل إبراهيم:
كلما تزايد حجم التعاون الأمريكي اليوناني زادت حدة مخاوف النظام التركي من المغزى الحقيقي الكامن وراء ذلك، مخاوف يراها البعض مبالغاً فيها خصوصاً في ظل المقولة التي تؤكد دوماً على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين واشنطن وأنقرة على مدى عقود طويلة، والتي يصبح من الصعب إنهاؤها أو تجاوزها بسهولة.
ومع تزايد كميات الأسلحة والمعدات التي تتدفق على القواعد العسكرية الأمريكية القديم منها والحديث داخل الأراضي اليونانية، وحجم القوات التي يتم نشرها في أكثر من 23 موقعاً استراتيجياً في كل من الكسندروبوليس، ولاريسا، وستيفانوفيكيو، وتراقيا الغربية، وخليج سودا بجزيرة كريت القريبة من الحدود التركية اليونانية، وموافقة البرلمان اليوناني على مشروع قانون لتعديل اتفاقية التعاون الدفاعي العسكري المتبادل بين اليونان والولايات المتحدة، خرجت مظاهرات احتجاجية على الوجود العسكري الأمريكي في اليونان.
إذ أصبح لدى واشنطن حاليا داخل قواعدها العسكرية في اليونان عشرات المروحيات من طراز (بلاك هوكس) وعشرات مروحيات نقل ثقيلة من طراز (شينوك) ومروحية هجومية من نوع (أباتشي) و مئات المدرعات العسكرية، إلى جانب المئات من العسكريين.
وبحسب وكالة تاس الروسية وافق البرلمان اليوناني بأغلبية الأصوات على مشروع قانون يصادق على البروتوكول الثاني لتعديل اتفاقية التعاون الدفاعي العسكري المتبادل بين اليونان والولايات المتحدة.
وحظي التصديق على الوثيقة بشكل عام بتأييد حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم (يمين الوسط) (157 صوتا)، وحزب المعارضة اليساري باسوك – الحركة من أجل التغيير (22 صوتا) ونائبين مستقلين. وعارضت أحزاب معارضة أخرى القانون.
وبحسب رئيس مجلس النواب، صوّت 181 نائبا من أصل 300 عضو في البرلمان ذي الغرفة الواحدة على مشروع القانون ككل، وعارضه 119 نائبا، ولم يمتنع أحد عن التصويت، بحسب نتائج التصويت.
وفي حديثه خلال المناقشات البرلمانية، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن اتفاقية التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة تخدم المصالح الوطنية للبلاد، وهي تصويت على الثقة لليونان، وأوضح ميتسوتاكيس أنه بالنسبة لليونان “هذه الاتفاقية مهمة لأنها، أولا، تتضمن التزاما واضحا بأن الوجود الأمريكي في اليونان سيتم تجديده كل خمس سنوات (بدلا من عام واحد، كما كان من قبل) من حق كل طرف بإنهائه إذا رأى ذلك ضروريا”.
وأضاف: “ثانيا، هذا التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة مهم لأنه يتوسع ليس فقط في الوقت المناسب، ولكن أيضا في المكان، في قاعدة سودا البحرية في جزيرة كريت، البنية التحتية بأكملها يجري تحديثها وتعزيز الدور العام للقاعدة، سودا هي الرصيف الوحيد الذي يمكن أن ترسو عليه حاملة طائرات أمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط ، بالإضافة إلى ميدان الرماية في ليتوتشورو ومعسكرين عسكريين في فولوس وألكساندروبوليس”.
وتابع ميتسوتاكيس: “ثالثا، الاتفاقية الجديدة مهمة لأنها تعبر بوضوح عن الإرادة المشتركة للدفاع المتبادل عن السيادة ووحدة الأراضي من أي تهديد، حتى هجوم مسلح”، مضيفا أن “هذه الصياغة كررها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في رسالة مرفقة”.
بدوره، اتهم زعيم حزب المعارضة اليوناني الرئيسي، تحالف قوى اليسار الراديكالي (سيريزا)، رئيس الوزراء السابق الكسيس تسيبراس، ميتسوتاكيس خلال المناقشة، بأنه من خلال تعديل الاتفاقية، فإنه يرفض دور اليونان المعتدل في السياسة الخارجية، ويحول البلاد إلى تابع أمريكي دون الحصول على أي تنازلات مقابل توسيع شبكة القواعد العسكرية.
وبحسب تسيبراس، بسبب التعديلات على الوثيقة، تتخلى اليونان عن “ورقة التفاوض الرابحة”، وهي التمديد السنوي لاتفاقية الدفاع، لافتا إلى إلى أن الاتفاقية أصبحت الآن عمليا لأجل غير مسمى.
وعدلت اليونان والولايات المتحدة في أكتوبر 2019، اتفاقية التعاون الدفاعي المتبادل، التي تم إبرامها في عام 1990، وتشير الوثيقة إلى توسيع القاعدة البحرية الأمريكية في خليج سودا بجزيرة كريت، واستخدام قاعدة جوية بالقرب من مدينة لاريسا، وقاعدة جوية للجيش في ستيفانوفيكيو (منطقة ماغنيسيا) وميناء الكسندروبوليس في شمال شرق اليونان. كما تنص على إمكانية استخدام أي منشأة عسكرية أخرى على أراضي اليونان بموافقتها.