الثورة – ريم صالح:
لم يترك رئيس النظام التركي رجب أردوغان أي وسيلة إجرامية إلا ولجأ إليها لخنق السوريين، وابتزازهم، ومساومتهم، لعله بذلك يحقق أوهامه الاستعمارية، التوسعية، القديمة، الحديثة، ويعيد عهد السلطنة العثمانية البائدة.
وبمجرد أن نراجع ما وثقته إحداثيات المشهد السوري طوال أكثر من 10سنوات من عمر الحرب الإرهابية على سورية، فإن هذا يكفينا لنصل إلى قناعة مطلقة بأن النظام التركي بزعامة أردوغان ارتكب جرائم حرب عن سابق تصميم وتعمد بحق الشعب السوري، وذلك لتحقيق أجندات تركية استعمارية على الأراضي السورية.
كثيرة هي جرائم أردوغان بحق السوريين، فهذا المجرم القاتل فتح حدود تركيا أمام مئات آلاف الإرهابيين لكي يمارسوا القتل والإرهاب في جميع أنحاء سورية، وبالتالي لولا الجرائم التي اقترفها هذا النظام الفاشي بحق السوريين، لما كان قد تهجر مواطن سوري واحد، سواء إلى تركيا، أو إلى غيرها.
النظام التركي لم يجعل بلاده محمية، وقاعدة للإرهابيين لينطلقوا منها لتنفيذ هجماتهم الإرهابية في العمق السوري فحسب، وإنما قام بنهب معامل حلب، وسرقة النفط والغاز السوريين، وأيضاً نهب الثروات السورية.
وزارة الدفاع الروسية وثقت ذلك وكشفته خلال مؤتمر صحفي نظمته عام 2015، وأظهرت صوراً التقطت من الفضاء تكشف فيها طوابير طويلة من الشاحنات على معبر حدودي بين سوريا وتركيا، وقالت إن طائرات استطلاع روسية التقطتها في الفترة بين آب وشباط من العام نفسه.
وأضافت أن صوراً فضائية تُظهر 3 مسارات أساسية لتهريب “داعش” للنفط من سورية إلى تركيا، لافتة إلى أن ناقلات النفط تمر بالأراضي التركية من دون عوائق وتذهب إلى موانئ لنقل النفط عبر السفن إلى بلد ثالث لتكريره.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية آنذاك أن “داعش” يرسل معظم قوافله إلى تركيا ليلاً، مستخدماً 8500 شاحنة لتهريب 200 ألف برميل من النفط يومياً، وأكدت أن تركيا هي المستهلك الرئيسي للنفط المسروق، داعية أنقرة إلى فتح المناطق التي يشتبه بمرور النفط فيها أمام الصحافيين.
لم يكتف اللص أردوغان بسرقة ثروات السوريين وإنما قام أيضاً باقتطاع أجزاء من الأراضي السورية، واحتلالها، وإقامة قواعد عسكرية غير شرعية عليها، وتحويلها فيما بعد إلى ثكنات لإرهابييه المأجورين، وأيضاً تتريك الأراضي التي تحتلها قواته الغازية، وإرهابييه التكفيريين ، واستباحة دماء السوريين فيها، ونهب ممتلكاتهم وثرواتهم وتدمير قراهم وبيوتهم.
وربما الجريمة الأشنع هو أن هذا النظام المارق لطالما استخدم، ولا يزال سلاح التعطيش ضد المدنيين السوريين، وهذا يعد جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.
هذه الجريمة التي لا تقل شناعة عن تعمد قوات الاحتلال التركية بإيعاز مباشر من أردوغان باستخدام أسلحة كيماوية محظورة ومحرمة دولياً ضد المدنيين في شمالي سورية، والذي أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين بعاهات مستديمة بخلاف الآثار الجانبية المستقبلية الناتجة عن استخدام هذه الأسلحة، الأمر الذي وثقته العديد من التقارير الدولية التي وثقت استخدام نظام أردوغان للفوسفور الأبيض بما يتعارض مع كافة الأعراف والمواثيق الدولية.
تقرير منظمة العفو الدولية، على سبيل الذكر لا الحصر الصادر بتاريخ 18 تشرين الأول 2019، جاء فيه، “إن قوات الاحتلال التركية ومرتزقتها المأجورين أبدوا ازدراءً مشيناً لحياة المدنيين، وارتكبوا انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل العمد والهجمات غير القانونية التي قتلت وأصابت مدنيين خلال الهجوم على شمال شرقي سورية.
كذلك لنا هنا أن ننوه بالتقرير الصادر عن جريدة التايمز بتاريخ 28 تشرين الأول من العام نفسه، والتي أكدت فيه استخدام الجيش التركي للمادة الكيماوية الحارقة ضد المدنيين شمال شرقي سورية، وأن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحقق الآن في إمكانية استخدام أسلحة حارقة خلال الهجوم.
وقد أفادت الكثير من التقارير الاستخبارية في وقت سابق بأن التنظيمات الإرهابية التي تتبع لأردوغان قامت بخطف الأطفال وتجنيدهم فيما بعد للدفع بهم إلى القتال في ليبيا وذلك بعلم المخابرات التركية.
وبحسب تلك التقارير فإن ما تفعله الفصائل الإرهابية التابعة لتركيا ليس عملية تجنيد للأطفال للارتزاق في ليبيا بل عملية اختطاف بكل ما تعنيه الكلمة.