الثورة – سامر البوظة:
بوقاحته المعهودة واستغلاليته الفاضحة يمضي المجرم أردوغان بانتهاكاته وسياساته العدوانية وممارساته اللا أخلاقية بحق الشعب السوري عبر التهديد مجدداً بشن عملية عسكرية في عمق الأراضي السورية وإنشاء ما أسماها بالـ “المنطقة الآمنة” تحت حجج وذرائع كاذبة لحماية إرهابييه وليبرر جرائمه وما قد يقدم عليه, ليواصل بذلك انتهاكه القوانين والمواثيق الدولية مستفيداً من تراخي المجتمع الدولي ومؤسساته الذين يعطونه الضوء الأخضر بتعاميهم المقصود عن تلك الجرائم والانتهاكات التي لم يتوقف عنها يوماً منذ بدء الحرب الظالمة على سورية والتي كان أحد أطرافها ورأس الحربة فيها, إن كان عبر احتلاله غير الشرعي للأراضي السورية وتدمير المدن والقرى وتهجير أهاليها, أو من خلال تهريبه للإرهابيين وتجنيدهم وتقديم كل أنواع الحماية والدعم لهم خدمة لتحقيق أطماعه وأوهامه العثمانية البغيضة.
تهديد أردوغان ليس الأول فقد سبقه العديد من التهديدات المماثلة خلال العامين الماضيين, إلا أن الظروف هذه المرة تبدو أكثر ملاءمة بالنسبة له ليستثمر بها في بازاراته السياسية الرخيصة كعادته, ولم تكن متوفرة في السابق خاصة في ظل ما تمر به المنطقة, وانشغال العالم وروسيا بالحرب الأوكرانية وما أفرزته من تحولات ومتغيرات على الساحة الإقليمية والدولية, بالإضافة إلى محاولة الاستفادة من قضية رفضه لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي, لمقايضة روسيا وابتزازها للوقوف معها في مواجهة الولايات المتحدة وضغوطها, ظناً منه أنه قد يحصل على بعض المكاسب والتنازلات من موسكو خاصة فيما يخص الملف السوري, لتنفيذ مآربه الدنيئة, أو الانتقال إلى الطرف الآخر, أي واشنطن التي تسعى جاهدة إلى إعادة أنقرة إلى حضنها للحصول على بعض المكاسب منها, فهو يريد استثمار مواقفه وقبض الثمن ولا يهمه من أي طرف كان, سواء روسيا أو أميركا أو حتى أوروبا, ومن غيره يجيد التلطي والاصطياد في المياه الآسنة, هذا من جهة, ومن جهة أخرى فإن الأمر يرتبط بالعوامل الداخلية، والضغوط التي تمارسها أحزاب المعارضة التركية على أردوغان بشأن ملف اللاجئين السوريين وضرورة إعادتهم إلى بلادهم, لذا هو يريد الاستثمار أيضاً في هذا الملف بعد التدني الكبير لشعبيته, خاصة وأن الانتخابات الرئاسية قد أصبحت على الأبواب.
إن تهديدات نظام أردوغان وممارساته اللا أخلاقية تلك, تفضح نواياه الخبيثة التي يسعى من خلالها إلى ترسيخ واقع الاحتلال, والتي تأتي استكمالاً لسلسلة الإجراءات اللا قانونية التي قام بها النظام التركي منذ تدخله غير الشرعي في سورية, والتي يسعى من خلالها إلى إطالة أمد الأزمة, وما يقوم به هذا النظام الإخواني لإنشاء ما يسمى (منطقة آمنة) هو عمل عدواني استعماري بامتياز وجزء من سياسة التطهير الديموغرافي والعرقي والجغرافي التي تمارسها حكومة هذا المجرم في الأراضي السورية التي يحتلها, يسعى من خلاله بشكل واضح إلى إنشاء بؤرة متفجرة داخل سورية, وللاستمرار في رعاية وتسليح وتشغيل أدواته من التنظيمات الإرهابية المسلحة لاستخدامها ضد الشعب السوري.
إن تلك الممارسات والجرائم المستمرة التي يقترفها أردوغان وزمرته بحق الشعب السوري تشكل انتهاكاً خطيراً للمواثيق والأعراف الدولية, وهذه مسؤولية المجتمع الدولي ممثلاً بمؤسساته المعنية لكبح جماح هذا اللص الذي يمكن أن يجر المنطقة بحماقاته إلى أتون حرب ستطول شظاياها العالم برمته, فالشعب السوري يرفض تلك الممارسات والتهديدات، والدولة السورية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء كل ما يهدد أمن مواطنيها ووحدة أراضيها, وقد أعلنت ذلك مراراً بأنها تحتفظ بحقها في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات ينص عليها الميثاق والقانون الدولي من أجل إنهاء ممارسات العدوان والاحتلال والتطهير العرقي التي يرتكبها النظام التركي على أراضيها, وعلى هذا المجرم أن يتعظ من دروس الماضي, وعليه أن يعلم أن على هذه الأرض شعب أبي تربى على العز والعنفوان ويرفض الذل والهوان, ومصيره لن يكن أحسن حالاً من أجداده البغيضين الذي خرجوا يجرون أذيال الخيبة والذل والعار, وسيرقد معهم في مزبلة التاريخ, والأيام ستشهد.
التالي