طالما كانت تلبية سوق العمل بالكفاءات الشابة التخصصية ورفدها بطاقاتٍ احترافية هي إحدى أهم مخرجات التعلم، فلماذا لا يتم تأهيل الكوادر المتعلمة في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي ليصبح بالإمكان الكشف عن طاقات المتعلم الذي هو محور العملية التعليمية، وميوله ودوافعه التي تزيد من رغبته وفعاليته في التعلم، كونها تلبي حاجات نفسية واجتماعية لديه، وتكشف عن مواهب قد تكون دفينة كونه لا يسلط الضوء على أهدافه الشخصية، إنما يصب كل قدراته في قالب امتحاني أكل الدهر عليه وشرب، ليكون بوابة لإثبات ذاته وانخراطه في المجتمع.
إن الطالب في مرحلة ما قبل الجامعة مضطر لدراسة علوم متنوعة قد لا تكون تخصصية بالنسبة له، ولا يحتاجها باختصاصه الجامعي الهدف، فلو تخصص في ثلاث أو أربع مواد تصب في فرعه الدراسي الجامعي قد يكون أكثر نفعاً واحترافية بدلاً من تبديد طاقاته في الكثير من المواد التي لا تمت لدراسته الجامعية بصلة.
لما لا نشهد تحديثاً وتطويراً في النمط الامتحاني الذي يخضع له المتعلمون، قد لا يكون هذا النمط هو الشكل الأمثل للكشف عن قدرات المتعلم ومهاراته، وغير دقيق كفاية لرفد التخصصات بالكفاءات المناسبة.. لا بد أن يكون اجتياز المرحلة الثانوية شرطاً للقبول الجامعي، ولكن إعادة النظر في آلية القبول ستكون خطوة إيجابية كبيرة ومنصفة لأبنائنا.
إن قياس وتقييم مهارات المتعلم خلال المراحل الدراسية تتم من خلال اختبارات متنوعة تكشف ميوله واهتماماته وقدراته، ولا يمكن تجاهل هذا في نهاية المرحلة الثانوية بإخضاع المتعلمين لقالب امتحاني تقليدي لتكون الدرجة التي ينالها فيه المعيار الوحيد والشرط اللازم للقبول الجامعي، ربما إجراء فحص تخصصي دقيق أو مقابلة يخضع لها المتقدم في المجال الذي يريد تكون أكثر دقة.