الصيدلانية سارة محمد شاهر أبوسمرة:
من منا لم يشعر يوماً من ألمٍ في الظهر أو الرقبة أو الأكتاف، و هذا الألم في الغالب بسبب أعمالنا لساعات طويلة وراء المكتب أو أمام الشاشات وغيرها الكثير من الأعمال، فيقولون لك خذ حبة “مرخٍ عضلي”، فما هي المرخيات العضلية و ما أنواعها و ماذا نعرف عنها!.
مرخيات العضلات هي عبارة عن أدوية تؤثر على وظائف العضلات الهيكلية ما يؤدي إلى إيقاف التشنجات أو التقلصات بهذه العضلات، والمتسببة في الآلام الشديدة التي يشعر بها المريض، وتستخدم مرخيات العضلات في كثير من حالات الألم وكذلك في العديد من الإصابات، والحالات المرضية المختلفة.
و تنقسم مرخيات العضلات إلى قسمين:
مرخيات العضلات المحيطية Antispastics والتي يطلق عليها أحياناً مصطلح (الموانع العصبية العضلية)، وعادة ما ينحصر أداؤها على منع انتقال الأوامر العصبية إلى نهاية العصب الحركي ولا تتدخل بالجهاز العصبي المركزي.
وتستخدم مرخيات العضل المحيطية في حالات التصلب العضلي الذي يحدث بسبب إصابة جزء من الدماغ أو الحبل الشوكي؛ ما يؤثر على الحركة والكلام كما يحدث في حالات التصلب العصبي المتعدد والشلل الدماغي، والتصلب الجانبي الضموري، كما تستخدم في حالات الطوارئ، والعناية الحثيثة أو في العمليات الجراحية لإحداث ما يعرف بالشلل المؤقت.
ومن الأمثلة على مرخيات العضل المحيطية:
الباكلوفين: آلية عمله غير واضحة بشكل كامل حتى الآن، لكنه يعمل غالباً على إيقاف انتقال الإشارات العصبية من الحبل الشوكي، والتي تسبب تصلب العضلات، وعادةً ما يستخدم كمرخٍ للعضلات في حالات التصلب العصبي المتعدد (MS).
الديازيبام: يعمل من خلال تحفيز نواقل عصبية معينة بهدف تخفيف التصلب العضلي، يستخدم عادة كمرخٍ عضلي في حالات الالتهابات والرضح.
دانترولين: يعمل على ارتخاء العضلات الهيكلية مباشرة، ويستخدم كمرخٍ عضلي في حالات السكتة الدماغية، وإصابة الحبل الشوكي، والشلل الدماغي، ومرض التصلب العصبي المتعدد.
النوع الثاني وهو مرخيات العضل المركزية و تعرف باسم مزيلات التشنج العضلي أيضاً، وتعمل من خلال إيقاف الإشارات العصبية المرسلة من مكان الألم إلى الدماغ.
و تعطى مرخيات العضل المركزية في حالات التشنج العضلي، وآلام الظهر والرقبة الناتجة عن الإرهاق أو القيام بحركة خاطئة أدت إلى إجهاد العضلات، وغيرها من الأسباب كنقص نسبة المغنيسيوم والبوتاسيوم بالجسم، وأيضاً الجفاف.
ومن الأمثلة على مرخيات العضل المركزية:الكاريزوبرودول، الأورفنيدرين، التولبيريزون، المفينيسين، الكلورزوكسازون، الميتاكسالون.
و يأتي استخدام مرخيات العضل كخيار ثانوي في حالات عدم الاستفادة أو صعوبة استخدام مضادات الالتهاب غيرالستيرويدية، مثل إذا كان المريض يعاني من أمراض في الكبد أو قرحة المعدة تحد من استخدام هذه الأدوية.
وتستخدم أيضاً مسكنات الألم الموضعية مثل الكافور، وديكلوفيناك الصوديوم، والمنثول، كما يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على المغنيسيوم لعملها كمرخية للعضلات.
و تشمل الآثار الجانبية لاستخدام مرخيات العضلات الشائعة: الغثيان والقيء، الشعور بالنعاس والدوار، الارتخاء وقلة التركيز، لذا يجب تحذير المريض من عدم القيادة أو العمل بآليات ثقيلة أو متحركة؛ لما تسببه مرخيات العضلات من حالة تقليل التأهب وفقدان التركيز، الإمساك، انخفاض ضغط الدم عند الوقوف فجأة ، جفاف الفم، الاكتئاب، الإدمان.
و يجب التنويه إلى أنه عند استخدام مرخيات العضلات لفترة زمنية طويلة أو بجرعة زائدة عن الحد المسموح به، قد يؤدي إلى وصول بعض مستخدميها إلى حالة من الإدمان والتعود عليها؛ ما يؤدي في حال التوقف عن استخدام هذه الأدوية للشعور بأعراض انسحاب الدواء من الجسم مثل الأرق أو القيء أو القلق؛ لذلك عادة ما ينصح بالتوقف عن استخدامها تدريجياً من خلال تقليل الجرعة على مراحل، كما و يُنصح باستخدامها بشكل مؤقت (مدة تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع فقط)، إذ عادة ما توصف للألم الحاد غير المزمن؛ وذلك للوقاية من الوصول إلى مرحلة الإدمان عليها، وقد تكون خياراً في الحالات التي يؤدي فيها الألم إلى إعاقة المريض عن النوم؛ لأنها تسبب النعاس ما يساعد على الراحة والنوم عند تناولها في الليل، عافانا الله وإياكم من كل ألم ودمتم بصحة وأمان.