الثورة – ميساء الجردي:
يعتبر العمل الأهلي شريكاً أساسياً في بناء أي مجتمع، حيث ينعكس نشاطه ومؤشراته على حياة الناس وعلى تقدم المجتمع، وخاصة أننا في مجتمع يميل بطبيعته إلى فعل الخير النابع من حضارته الممتدة على مدار آلاف السنين، فهناك عشرات الجمعيات الأهلية التي تمتد في مناطق مختلفة لتلبي الكثير من المتطلبات والمستلزمات، وتساعد الأفراد والأسر الفقيرة في تأمين احتياجاتها المتنوعة.
وفي الأعياد يتبادل السوريون المحبة والخير عبر مبادرات تطوعية متنوعة تجسد وعي المجتمع الأهلي ودوره التكافلي في التخفيف من معاناة العائلات السورية وخاصة في الأحياء التي كثر فيها أعداد المهجرين والوافدين.
كخلية نحل عمل الفريق التابعة لجمعية الزاهرة الجديدة وحي الزهور الخيرية والبسمة تملأ وجوههم على توزيع ملابس العيد لأكثر من 1800 أسرة مستفيدة، ولكافة الأعمار، كما عملوا على توفير متطلبات هذه العائلات الفقيرة من مواد غذائية ودواء وفقاً للإمكانيات بهدف تخفيف الأعباء عنهم.
حيث بيَّن مؤسس الجمعية محمد سليم حمودة أبو طالب للثورة أون لاين أن هذه المبادرات قديمة بدأت منذ تأسيس الجمعية عام 2005، واستمرت بفضل دعم المجتمع الأهلي الذي آمن بأهميته منذ أن كان طفلاً عمره 12 سنة، وأثره على المجتمع.
مشيراً إلى أهمية مثل هذه المبادرات في مساعدة الناس لتجاوز المحن، إضافة إلى دورها في نشر ثقافة التطوع والعمل الأهلي. مبيناً أن الجمعية افتتحت عندما كانت الحياة سهلة ولم تكن المواد غذائية بهذا الغلاء الكبير، وكان لديها القدرة على تأمين حياة كريمة للأسر المسجلة فيها، ولكن بسبب الحرب والحصار الاقتصادي الظالم على سورية والغلاء المعيشي أصبح عدد الفقراء كبيراً جداً، كما أصبحت المنطقة تغص بأعداد المهجَّرين، وهذا شكل ضغطاً كبيراً على جميع الجمعيات الخيرية في دمشق بشكل عام أصبحت في حالة صعبة لكونها لا تستطيع أن تؤمن موارد تكفي لهذه الأعداد التي تتوافد إليها ما جعل الضغوطات كبيرة من حيث نقص الأموال والقدرة على شراء المواد والمستلزمات التي تقدم لهذه الأسر.
ووجَّه السيد حمودة حديثه إلى بعض التجار ضعاف النفوس الذين يستغلون هذه الظروف ويرفعون الأسعار أضعافاً مضاعفة، ما يجعل الحياة صعبة بشكل كبير على غالبية البيوت السورية، مشيراً إلى ضرورة أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار لأن الفقر يٌولد مشكلات كثيرة تتعلق بالجنوح والمخدرات والجريمة والتفكك الأسري وكثرة المحاكم، والتي بتنا نراها حتى ضمن العائلات نفسها، فقد أدت ظروف الحرب على سورية والظروف الحالية إلى الكثير من التفكك الأسري، معتبراً ذلك بلاء وهماً كبيراً على المواطن السوري ويحتاج إلى تعاون وتكاتف المجتمع الأهلي مع الحكومي بشكل عام.
مديرة الإغاثة في الجمعية فاطمة عبد الكريم بينت أن الجمعية تقدم خدماتها لفقراء الحي والمهجرين والمسنين والأطفال وفاقدات المعيل، وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، والذي يصل عددهم إلى أكثر من 1850 عائلة، وأيضا إلى أي شخص يحتاج إلى المساعدة من المناطق المختلفة بغض النظر عن شرط السكن.
كما تقدم الخدمات الطبية والألبسة والكساء لهم جميعاً وفقاً لبطاقة تحملها الأسرة أو الشخص المستفيد.
وبينت عبد الكريم أن الخدمات الطبية تقدم على شكل عمل جراحي وتحاليل وصور رنين مغناطيسي وصرف أدوية وولادات ومساعدات لذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال التعاقد مع بعض المشافي والصيدليات القريبة، كما أنها تعمل على مساعدة شريحة المعاقين من خلال التعاون مع معهد الإعاقة الذهنية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. لتقف هنا في حديثها حول هذه الشريحة التي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والتركيز على توعية الأهل حول طريقة التعامل مع أطفالهم المعاقين، وكيف أن ذلك يحتاج إلى برامج تنموية وتوعية كبيرة في المنطقة.
تقول مديرة الإغاثة أن هناك حشداً سكانياً كبيراً في المنطقة من المهجرين والمحتاجين، ولهذا تعمل الجمعية على تكثيف عملها وخاصة في المناسبات والأعياد انطلاقاً من أولوية وأهمية العمل الأهلي الذي أصبح اليوم حاجة ملحة في ظل الظروف الصعبة، لافتاً إلى أن العمل مع المنظمات والمؤسسات التنموية أصبح ضرورة، فهو يسهل عمل الجمعيات وخاصة في المجال المشاريع والمبادرات التنموية. وهو طموح بالنسبة لهذه المنطقة وخاصة المبادرات التي تخص التوعية والمساعدات التي يجب أن تقدم لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، نظراُ للفهم الخاطئ في التعامل مع هذه الشريحة من قبل الأهل، وذلك ما لامسته من خلال الجولات الميدانية التي يقوم بها فريق الجمعية على هذه الأسر.
balssam, [١٢/٠٧/٢٠٢٢ ٠٣:٥٩ م]
[Forwarded from ريمي ك]
وأكدت عبد الكريم أن أكثر المعوقات التي تواجه العمل الأهلي بشكل عام في هذه الأيام هو موضوع الغلاء وارتفاع أسعار السلع الذي أصبح أمراً يوميا يعيق تأمين المستلزمات والخدمات التي تحتاجها هذه الأسر.
وبالنسبة للجمعية هناك حاجة إلى مقر ومدربين للقيام بالدورات الخاصة بالدعم النفسي.