الثورة – تعليق – ريم صالح:
عندما يتحدث السيد الرئيس بشار الأسد عن حلب، وعندما يصفها بالعظيمة، وأنها بعيونه، وعندما يجول بين أحيائها، وأسواقها، وشوارعها، ومعالمها الأثرية، فإن لذلك رسائل ذات دلالات عميقة، فحلب كانت العنوان العريض لصمود السوريين، ومقاومتهم الباسلة للإرهاب، وللغزاة المحتلين الداعمين للتنظيمات الإرهابية التي استباحت المدينة ونهبت مصانعها.
لا نبالغ إذا قلنا إن هذه الزيارة التي أثلجت صدور السوريين جميعاً، وأهالي حلب خصوصاً، وضعت النقاط على الحروف، وأكدت المؤكد بأن حلب باقية، شامخة، أبية، منتصرة، لم تهب الإرهاب، ولم ولن ترضخ للغة الإملاءات والضغوط الاستعمارية، أو تموت.
صحيح أن اللص العثماني أوغل في نهب معاملها، وسرقة مسامير منشآتها الصناعية، ولم يألُ وسيلة إجرامية إلا واتبعها لاحتلال المدينة، وتتريكها، وضمها إلى أوهام سلطنته البائدة، إلا أنه في كل مرة كان يعود بخفي حنين، وصحيح أن مطارها كوريس تمت محاصرته، وصحيح أنها عاشت وأهلها أحلك الظروف وأبشعها، حيث لا ماء، ولا غذاء، ولا أي شيء من مستلزمات الحياة، إلا أنها انتصرت، وخرجت من بين الركام والرماد، بإرادة أهلها واستبسال حماة الديار، انتصرت لتقول لنظام الإبادة العثماني أوهامك والمستحيل صنوان لا ينفصلان.
هي رسائل بالجملة إذاً.. ولكن هل فهمها رجب أردوغان، وثلته الحكومية، ومعه الغرب الاستعماري المتأمرك، فحلب محافظة سورية، وهي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، وأي عملية عسكرية تركية تستهدف الشمال السوري ستقابل برد سوري حاسم.
كذلك فإن أعمال التأهيل والترميم في محطة حلب الحرارية تعطي رسالة واحدة مفادها: أن كل العقبات، والصعوبات تسقط أمام الإرادة والتصميم، وبأننا تخطينا مرحلة الانتصار على الإرهاب إلى مرحلة إعادة البناء والإعمار.
ولأن أهلنا في حلب آمنوا ككل السوريين بشعار الأمل بالعمل، فهاهم يصنعون الإنجاز، والإعجاز، ليؤكدوا لكل من أراد لهم الانكسار والاندحار بأنهم باقون، وها هي عجلة الحياة السياسية والاقتصادية والمعيشية فيها تدور من جديد، لتعود حلب رئة السوريين الاقتصادية إلى وضعها الطبيعي، وكما كانت من قبل الحرب الإرهابية رغم أنوف المهزومين.