الثورة – تعليق – لميس عودة:
هو الوفاء بأسمى معانيه وأعظم تجلياته بين القائد الملهم المقدام والشعب الأبي، وتلاحم فريد لم ولن ينفك وثاقه المتين، وملاحم بطولة وانتصار تجسدت في حلب، وعهود تجددت وتتجدد في مواقيت الإنجازات وروزنامة الانتصارات والتعافي.. وهو قطاف لمواسم الصمود والثبات على الحقوق والتصميم على التحرير ودحر الإرهاب عن جنباتها ومدارجها وأزقتها وأسواقها وأوابدها التاريخية، فالسلال السورية ملآى بالإنجازات والغلال الوافرة كرامة وعزة واجتراح للمعجزات من رحم الصعوبات وجور الحصار، وحلب واسطة عقد الانتصار ومنطلق استكماله.
“حلب في عيوني” بتلك الكلمات لخص السيد الرئيس بشار الأسد معاني الود الأصيل والوفاء النبيل بالوعود الصادقة، فقد حملت زيارة سيادته الكريمة لحلب عاصمة الاقتصاد السوري في توقيتها وأبعادها الكثير من المعاني والدلالات المهمة وأرسلت العديد من رسائل الإنجاز والثبات وقوة التصميم على النهوض والتعافي والبناء وتدوير عجلة الإنتاج، رغم العصف الإرهابي الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي ما زالت قوى العدوان تمارس طقوسه حتى اللحظة الراهنة.
فمنذ بداية الحرب الإرهابية على الشعب السوري كانت حلب في سمت الاستهداف لفرادة خصوصيتها كونها رئة الاقتصاد والصناعة السورية ولأهمية موقعها الجيو سياسي الاستراتيجي، لذلك أُريد لها أن تكون على صفيح مشتعل وأن تزنر جغرافيتها بالنار، أراد أعداء السوريين أن تكون رهينة إرهابهم وحبيسة فكرهم الظلامي، فكان الرد السوري حازماً أن حلب قلعة حضارية متوهجة عصية على مخططاتكم.
راهن أعداء الشعب السوري كثيراً على أدوات إرهابهم في حلب ومكنوهم بوسائل إجرامهم، وراهنوا على معارك تطول يستنزفون بها قدرة الدولة السورية وينالون من معنويات جيشها، شحذوا كل سكاكين إرهابهم و وجهوها للنيل من جيشنا لعرقلة أدائه لمهامه الوطنية، فأتتهم أخبار تحريرها بهمة حماة الديار كالصاعقة.
وفي تحرير حلب شكل الانتصار التاريخي والاستراتيجي العسكري لأبطال جيشنا ضربة قوية لا تقتصر على عودة العاصمة الاقتصادية لسورية إلى ربوع الوطن بل تتعداها إلى أبعاد أكبر على كافة المستويات الإقليمية والدولية حيث كانت المخططات التآمرية تقضي بسلخ حلب وجعلها بوابة لعبور الإرهابيين ومنطلقاً لكل الأعمال الإجرامية في المدن والبلدات السورية.
من حلب أرسلت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الكثير من الرسائل للأعداء والمتآمرين المرتزقة الإرهابيين، فكما ضبطت القيادة السورية على مدى أحد عشر عاماً من الاستهداف الإرهابي الشرس إيقاع المواجهة في معارك الميدان وحلبات السياسة فإنها قادرة الآن وفي كل حين على قيادة الدفة السورية إلى حيث تطلعات وآمال السوريين معقودة، فمن اجتاز مفخخات تعطيل التحرير في حلب وغيرها من المدن والبلدات قادر على متابعة السير بمقدرة نوعية في أكثر الحقول الشائكة.
و الغد السوري سيكون مشرقاً طالما أن من يدير دفة القيادة صانع انتصارات الميدان وواضع الاستراتيجيات الصائبة التي أثبتت نجاعتها، وحققت سورية وفق بوصلتها كل إنجازاتها.
فمستقبل السوريين سيكون كما أرادوه واعداً، وكما رسموا آفاقه، وسيحمل مزيداً من الإنجازات في إعادة إعمار ما خربته آلة الحرب الإرهابية وتدوير عجلات الإنتاج واستكمال عقد التعافي.
فالمشهد الحلبي اليوم يؤكد أنه بالإرادة تُصنع المعجزات، وبالأمل يضع السوريون خرائط عملهم ويحيكون بخيوط العزيمة بيارق مستقبلهم الذي لن يكون إلا مشرقاً يليق بقداسة التضحيات وعظمة الصمود والثبات، فمسيرتهم للغد الواعد قوامها المزيد من العمل والمثابرة والإصرار.