الثورة – ترجمة – رشا غانم:
لا يسعنا الشعور بالأسف الشديد لجو بايدن، لقد أراد أن يكون رئيساً معظم حياته، ولو لم يمت ابنه عام 2015، لربما دخل بايدن الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي حينها؛ كنائب للرئيس، كان من الممكن أن يكون مرشحاً مفضلاً ومن المحتمل أن يهزم دونالد ترامب.
وبحلول الوقت الذي حصل فيه أخيراً على المنصب الذي كان يتوق إليه، كان قد تجاوز أوج حياته بكثير.
ترك ترامب البلاد في حالة خراب، ومؤسساتها منهارة، والملايين أصيبوا بصدمة من الوباء، تم انتخاب بايدن لإعادة الحياة الطبيعية التي يبدو الآن أنها ولت إلى الأبد.
العديد من الأزمات التي أدت إلى انخفاض أرقام الموافقة على بايدن ليست خطأه، إذا كان معدل التضخم 8.6 في المائة بسبب سياساته، فمن الصعب أن نرى سبب ارتفاع المعدل في بريطانيا، والذي يصل إلى 9.1 في المائة، أو لماذا هو 7.9 في المائة في ألمانيا.
ومع ذلك ، نأمل ألا يترشح مرة أخرى، لأنه كبير في السن.
وتشرح الكاتبة : “لم أريد أن يكون بايدن المرشح الديمقراطي في عام 2020 جزئياً لأسباب أيديولوجية ولكن السبب الأكبر لأنه بدا مرهقاً وغير مركز، لكن بالنظر إلى الماضي، وبالنظر إلى الطريقة التي تفوق فيها الجمهوريون على التوقعات، ربما كان بايدن هو الوحيد من بين المرشحين الرئيسيين الذين كان بإمكانهم التغلب على ترامب؛ لم يُظهر الناخبون أي رغبة في التغيير التدريجي الكاسح.. ولكن تتطلب الرئاسة سناً صغيراً، وبايدن بعيد كل البعد عن الشباب، والبلد في مأزق بقدر ما تحتاج إلى قائد نشيط بما يكفي لإلهام الثقة”.
هذا وأظهر استطلاع حديث أجرته نيويورك تايمز، بأنّ 64 بالمائة من الديمقراطيين يريدون مرشحاً رئاسياً مختلفاً في عام 2024، حيث يستشهد هؤلاء الديمقراطيون بعمر بايدن أكثر من أي عامل آخر، ولكنّ قلقهم ليس غريباً.
لطالما كان بايدن يعاني من الزلات وسوء التصرف، ولكن هناك تشويق مؤلم في مشاهدته وهو يتحدث الآن، مثل رؤية شخص يتمايل على حبل مشدود (يمكن تفسير بعض أخطائه في النطق بالتلعثم الذي تغلب عليه عندما كان طفلاً، ولكن ليس كلها).
غالباً ما يبدو أن موظفيه يبقوه بعيداً عن الأنظار؛ كما ذكرت صحيفة التايمز فقد شارك “في أقل من نصف عدد المؤتمرات الصحفية أو المقابلات التي شارك فيها سابقوه مؤخراً”.
بالتأكيد، هناك شيء جيد في الرئيس الذي لا يعذب البلاد بتعطشه لمصاصي الدماء للفت الانتباه، ووفقاً لمعظم الروايات، لا يزال بايدن منخرطاً في أداء واجبات مكتبه وراء الكواليس، ولكنّه يفقد القدرة على وضع الأجندة العامة.
كما كان لدى البيت الأبيض إشعار وافٍ بنيّة المحكمة العليا لإلغاء قضية رو ضد وايد، لكنها بطريقة ما لم تكن جاهزة بأمر تنفيذي فوري ومبادرة للعلاقات العامة.
هناك مشكلة تتجاوز النقص في الخطب الرئاسية والظهور الإعلامي، أو حتى بايدن نفسه.
نحن محكومون من قبل حكومة الشيخوخة، بايدن يبلغ من العمر 79 عاماً.
تبلغ نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب 82 وزعيم الأغلبية في مجلس النواب- ستيني هوير- يبلغ من العمر 83 عاماً، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ، تشاك شومر ، يبلغ من العمر 71 عاماً، في كثير من الأحيان ، ليس من الواضح ما إذا كانوا يفهمون مدى انهيار هذا البلد.
ويأتي منتقدو بايدن الديموقراطيون من أماكن مختلفة في الطيف السياسي – بعضهم غاضب من مركزيته، والبعض الآخر قلق من خموله، وما يربط معظمهم هو اليأس من القادة الذين يظهرون الإلحاح والبراعة.
إذا كان هناك عزاء واحد في عصر بايدن، فهو أنه يمكنه التنحي دون الاعتراف بالفشل، لا عيب في عدم الترشح للرئاسة في الثمانينيات من العمر، لقد خرج من نصف التقاعد لإنقاذ البلاد من ولاية ترامب الثانية.. لكننا الآن بحاجة إلى شخص يمكنه الوقوف في وجه قوى الترامبية التي لا تزال تعكر صفونا.
بقلم: ميشيل غولدبيرغ
المصدر: نيويورك تايمز