الثورة – فاتن أحمد دعبول:
كعادتها تفتح الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة باباً جديداً في مجلة المعرفة، من خلال كلمتها التي ترسم ملامح لعمل ثقافي يفرض نفسه في الواقع الحالي.
وفي العدد الأخير تلج باب اقتصاد المعرفة فكتبت تحت عنوان” اقتصاد الإبداع” أن هذا المفهوم الذي يتعدى الإطار الوطني لينسحب على الصعيدين القومي والعالمي، أهمية الاستثمار في هذا الاقتصاد كضرورة ملحة، وربما كخيار مواز للاقتصاد القائم على استثمار الثروات الطبيعية..
وتضيف: لا بد من وضع دليل تأشيري ووضع الخطط والرامج التنفيذية لضمان تحويل إرثنا ومنتجنا الثقافي على حد سواء إلى داعم للاقتصاد الوطني، لا عبئاً عليه.
وفي كلمته يتوقف ناظم مهنا رئيس التحرير عند” التفكير الفلسفي ويقول:” إن أصل الفلسفة حسب هيجل ومصدر ينبوعه، ليس الاستقرار والهناء، بل على العكس، إن فقدان أمان الحياة اليومية هو أصل الفلسفة، لذلك ونحن نعيش في أتون هذا الاضطراب، نجد أنفسنا في أمس الحاجة إلى أن نفكر فلسفياً..
وفي العدد 700 – 701 للسنة 61، كانون الثاني، شباط 2022 نطالع العديد من العناوين اللافتة ونتوقف عند ما كتبه يونس صالح” حول انتشار الفلسفة في البلدان العربية في القرن العشرين” وكيف تأثرت الساحة الثقافية والعديد من رموزها بالفكر والثقافة الغربية من جوانب مختلفة.
وفي باب آفاق المعرفة كتب د. عيد مرعي عن” تاريخ مملكة دمشق الآرامية” وأن منطقة دمشق عرفت الاستيطان البشري منذ الألف التاسع قبل الميلاد على الأقل.. فقد عثر على آثار استيطان بشري تمثل في بناء بيوت من الطين والقصب الموجود بكثرة في المنطقة، وصنع أدوات فخارية وزراعة الحبوب المختلفة كالقمح والشعير والعدس والحمص.. وتربية المواشي والأبقار وغيرها.
كما توقف د. ممدوح أبو الوي عند” أعمال موليير 1622_ 1673، بمناسب الذكرى المئوية الرابعة لميلاده، وكان موليير كاتباً ورئيس فرقة وممثلاً، كتب نحو ثلاثين مسرحية، وهو صديق لافونتين، الذي اشتهر بكتابة الأمثال، وهو صديق المسرحي جان راسين، الذي كتب مسرحية” أندروماك” ومسرحية فيدر..
وفي عودة للدراسات والبحوث نتوقف عند” محمد أركون ومواجهة الذات ونقدها” للدكتورة ماجدة حمود، تقول: حاول أراكون أن يحدد الخطوة الأولى التي تتيح لنا السير في طريق الحداثة، فبين أنها في محاربة حالة الجمود، التي نعيشها في زمن، لا يعرف التوقف، حيث تسير فيه الأمم جميعاً إلى الأمام، ونحن ما زلنا نسير إلى الوراء”.
وفي المتابعات كتب د. عادل الفريجات” وقفة مع اعترافات عاشق” وأعلن حسني هلال عن إصدارات الهيئة الجديدة ومنها، مزامير الوجع، مجموعة أشعار لمؤلفتها يسرى رجب مصطفى، الألعاب الشعبية في الجزيرة السورية لكاتبها أحمد الحسين، ورواية باستت للدكتور جرجس حوراني، ومجموعة شعرية” كماء العنب في آب العناقيد” للأديب علي الراعي.
ويختتم العدد بكتاب المعرفة الشهري” امرأة ورجلان” للكاتب ليونارد فرانك، ترجمة منير البعلبكي، اختيار وتقديم ناظم مهنا، وهي قصة من قصص الحرب، تصور سيئات الحرب وأهوالها، ليس في ساحات الوغى فحسب، بل آثارها على الحياة الاجتماعية.
تصدرت الغلاف لوحة من أعمال الفنان د. علي الخالد.