الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
ربما عليّ الاعتراف أني من جيل أحبّ اللغة العربية وقيض له أن يدرس على أيادي أساتذة علمونا حب اللغة من دون أن يغوصوا في تفاصيل التعقيدات ونشروا كنوزها الدفينة بأساليب شائقة..وكانت نصائحهم الدائمة : اقرؤوا ما استطعتم فالقراءة هي الزاد الأول والأخير وليست اللغة قواعد ونحو وألغاز ابن هشام وألفية ابن مالك ..النحو كالملح في الطعام إن زاد أفسد وإن قل أيضاً..
فلا تتكلفوا التقعر أبداً بل السجية اللغوية..
وهذا ما يجعل اللغة دائمة البهاء والحضور لا نفور منها..
اليوم، في مواقع التواصل الاجتماعي ثمة هجين لا أحد يدري كيف حدث ولكنه غدا أمراً واقعاً..
تابعت منذ فترة مقالاً مترجماً عن التلاميذ واليوتيوب ومواقع التواصل في إحدى الدول الغربية …وكانت دهشتي كبيرة عندما قرأت أنّ المدرسين يتابعون مواقع التلاميذ يصححون أخطاءهم اللغوية التي تقع ويطلبون إعادة الصياغة وإعادة النشر أي أن هذا الفضاء الأزرق ليس للعبث فقط بل للعلم والمتابعة واللغة نسيج مقدس يجب أن يحترم..
ولكن ما الذي نقع عليه هنا في صفحاتنا ..؟ تابعوا هذه اللقاءات والمقالات تجدوا العجب العجاب ..لغتنا ليست بخير، ولكنها ليست بالخطر الذي نظنه..نحن أمام طبخة حصى لابد من استبدال المكونات ولا بد من حراك يخفف من أمراضنا اللغوية وهذا ليس بالصعب أبداً بل من السهولة بمكان..
العدد 1106 – 9- 8-2022