بدأت التحضيرات لانتخابات المجالس المحلية من قبل جميع الجهات في الدولة حتى أن الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء خصصت حيزاً كبيراً لمناقشة التحضيرات والتفاصيل حيث تم التأكيد على أهمية تشجيع الكفاءات والخبرات للترشح لانتخابات المجالس المحلية بهدف الوصول إلى مجالس إدارية فاعلة تلبي متطلبات المواطنين لناحية تطوير العمل وإحداث تنمية حقيقية على مستوى كل وحدة إدارية ومجلس مدينة أو بلدة وتحسين الواقعين الخدمي والتنموي في ظل التوجه الحقيقي لتفعيل اللامركزية الإدارية ومنح المجالس المحلية صلاحيات واسعة على صعيد اتخاذ القرارات المتعلقة بإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحسين الخدمات.
السؤال الأهم اليوم….ما الذي سيميز هذه الدورة عن الدورات السابقة في وقت ينصرف جل اهتمام السوريين لتأمين سبل العيش في خضم الواقع الراهن والصعوبات المعروفة…؟
في الواقع نحن الناخبين من نستطيع أن نشكل فرقاً ونحدث التغيير المنشود لجعل هذه الانتخابات مختلفة عن ما مضى من دورات من حيث النتيجة.
وذلك من خلال ضمان ترشح أفضل الأشخاص من حيث الكفاءة والخبرة العملية والسمعة الحسنة حسب ما تم التأكيد عليه في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء ومن ثم فالناخب تقع عليه مسؤولية انتخاب الأفضل من المرشحين …
مازلنا حتى اللحظة غير مدركين لأهمية تجربة المجالس المحلية ودورها الكبير في تحقيق التنمية الشاملة للمحافظات والمدن والمناطق وفق مبدأ…أهل مكة أدرى بشعابها …وبالتالي المجالس المحلية هي الأدرى بمتطلبات المناطق التي تمثلها وهي الأكثر قدرة على تحقيقها والمطالبة بها من أصحاب القرار إذا اقتضى الأمر…
الموضوع ليس بسيطاً ولا مستحيلاً ولكن كل الخيوط تبدأ من الناخب الذي تقع عليه مسؤولية اختيار الافضل بعيداً عن أي اعتبارات ضيقة ومن ثم ممارسة الدور الرقابي على المنتخبين المحليين طوال فترة وجودهم وهو أمر متاح وثمة تجاوب كبير من القيادة في هذا الإطار مارسته سابقاً بدليل المجالس التي حجبت الثقة منها في الدورات السابقة أصولاً…