الثورة- لميس عودة:
تطفو على سطح السياسة الغربية بين الفينة والأخرى زوبعة من الأكاذيب والأضاليل، إذ تواصل حكومات الغرب الاستعماري المنخرطة بالتعديات وانتهاك حقوق الإنسان والمنغمسة بالحرب الإرهابية على السوريين، من أمريكا إلى فرنسا، امتطاء التضليل وسيلة لنفث سموم التأليب و لتبرير حصارهم الجائر وعقوباتهم المجحفة بحق الشعب السوري، لا لشيء إلا لأن سورية أثبتت أنها رقم صعب في معادلة المنطقة استعصى عليهم فك شيفرة صمودها وثباتها وعجزوا رغم كل عواصف إرهابهم المثارة ضدها منذ إحدى عشرة سنة عن حرف بوصلتها أو إخضاعها بما لا يتناسب مع ثوابتها ومبادئها الوطنية والقومية.
تناوب على الدجل المقيت، وحدة عدائية في التصريحات تتبعه دول الغرب المنساقة بحبال التبعية، فتعويم باريس لفبركات ومقاطع فيديو وأحداث مشوهة تتعلق بحقوق الإنسان على سطح الادعاء المغرض لا تمل عواصم الغرب من اجترارها هي الشعارات الأكثر رواجاً في سوق العربدة الغربية، والأكثر ريعاً للاستثمار الاستعماري، والغايات باتت جلية لا يحجبها غربال تلفيق اتهامات.
مثير للاشمئزاز النهج العدواني الذي يواصل بيادق الغرب الاستعماري وفي مقدمتهم فرنسا السير عليه في كل ما يدلون به من تصريحات سخيفة ويروجون له من ترهات، وما يسعون لاستصداره من قرارات دولية عبر محاولة إلصاق التهم الباطلة بالدولة السورية بدءاً من كذبة حقوق الإنسان وليس انتهاء بمقاطع فيديو مفبركة لأحداث وهمية، فهؤلاء تحركهم الإدارة الأميركية على رقعة هيمنتها وتحدد لهم أدوارهم الوظيفية وتلقنهم مفردات تبجحاتهم وترسم لهم خطوط البروبغندا العدائية الموجهة التي عليهم ممارسة طقوس الرياء فيها ونفث السموم من خلالها.
والأكثر فجاجة في الأمر أن فرنسا تتاجر بكل فجور بحقوق الإنسان وأمنه وسلامه، وهي المنغمسة بكل التعديات والانتهاكات الصارخة والمتسببة بعذابات السوريين ومعاناتهم من إرهابها العسكري والاقتصادي المستمر والمتواصل منذ أحد عشر عاما، فمازال الفوسفور الأبيض المحرم دولياً الذي أمطر به تحالف واشنطن الإرهابي – وفرنسا جزء منه- مدن الجزيرة السورية شاهدا موثقا يعري حقيقة الغرب ويفند ادعاءاته وتدليسه.
فرنسا ومن على شاكلتها الاستعمارية يحبكون مجددا خيوط مؤامراتهم لتسويغ إرهابهم بحق الشعب السوري بعد إفلاسهم الميداني في إحراز أي هدف شنوا من أجله حربهم الإرهابية الشرسة على سورية.
هذا الغرب المدعي والانتهازي لن يغير أساليب تدليسه طالما الغايات القذرة لم تفارق بعد ذهنية حكامه ومفاصل إداراته، فكفى فرنسا المتاجرة بعذابات السوريين وهي منخرطة بكل فصول الإجرام فيها، فالاتهامات الباطلة تم دحضها مراراً بالبراهين والأدلة الدامغة من قبل الدولة السورية، فعلى أي حبال اتجار كاذب بحقوق الإنسان تلعب باريس لعبتها القذرة، وبأي خيوط مهترئة تسعى لحبك شبكة مؤامراتها القديمة المتجددة ضد سورية.
الدولة السورية تعي مآرب فرنسا من إثارة زوابع التضليل في هذا التوقيت الذي بدأت فيه ثمار تعافي السوريين تنضج وإنجازاتهم تترسخ بقوة الصمود وإرادة التحرير، ودحر الغزاة، وتجاوز مفخخات التعطيل الغربية، لذلك ردت على أباطيل باريس بقولها إنه من المثير للاستهزاء أن “تقوم الحكومة الفرنسية بالدفاع عن حقوق الإنسان وتاريخها زاخر بالجرائم التي ارتكبت في أماكن كثيرة من العالم، والتي لن تستطيع اعترافات واعتذارات الدولة الفرنسية محو هذا العار في تاريخها الأسود أو إعفاءها من المسؤولية، وهي بالتالي غير مؤهلة، وآخر من يحق له الحديث عن قيم العدل والقانون الدولي”.