الثورة – غصون سليمان:
كالشلال يتقاطرون من كل حدب وصوب يلجون المعابر المؤدية إلى أضواء الحدث، وما بين راجل وراكب لاتهدأ الحركة، أرتال من البشر والسيارات الخاصة والعامة والرسمية.. تنظيم واضح للعيان لكل مسار.
قبلة السياحة الداخلية تنتعش في أجواء معرض دمشق الدولي في دورته ال62، بما يحمله من متعة وفائدة ورؤى اجتماعية وثقافية، ومصلحة وطنية عليا تنعكس نتائجها على جميع قطاعات التنمية من خلال عقد الصفقات والشركات.
مشاهد وصور تعكس واقع جميل يمكن تشبيهه بحديقة غناء، أو بستان تنوعت ثماره، توزعت فيهما مقاصد الزوار والمهتمين على امتداد جغرافيا الوطن.. فأينما تجولت النظر هنا وهناك، وترنو عيناك ما بين القريب والبعيد، يدرك المرء عن قرب حجم الراحة النفسية لدى هؤلاء الناس، بغض النظر عن كل تفاصيل منغصات الحياة.
مقاعد موزعة على أطراف المسارب والممرات يشغلها الناس في استراحة بعد جولة لأجنحة المعرض، وآخرون اختارت مساحة واسعة للسيران، بغية التذوق بنكهة الطعام والشراب على مقاس الوجبات السريعة، فيما ذاقوا القهوة المرة وعروضها المجانية يعدلون المزاج.
أطفال صغار يحومون ببراءتهم حول طاولات ذويهم، ليفوزوا بلقطة تصوير من هنا، ولعبة من هناك وهم يتأملون، كم لدينا من الفرص الحياتية يجب استثمارها كلما سنحت الظروف.

موسم استثنائي
في جولتنا كصحفيين لاشك أنها متعددة الأهداف أبرزها الانطباع العام، وبالتالي لا داعي أن تسأل هؤلاء الناس، يكفي أن تنظر في ملامحهم العامة، أسارير وجوههم المنفتحة على مساءات مدينة تفتح ذراعيها لزوارها في موسم استثنائي، يودعون فيه صيفا شارف أن يطوى حرارة الطقس.
بساط أخضر ، حدائق واسعة، مطاعم وكافتريات امتلأت بأهلها وناسها من كل المحافظات والمدن السورية، باعة جوالون تعتلي أكتافهم حزم البوالين بأشكالها الشفافة والملونة، وآخرون من الأطفال واليافعين تنكروا بلباس فضفاض وأقنعة مختلفة الأحجام تحاكي بعضا من برامج الاطفال للفت الانتباه،نوافير المياه وهي تتراقص مع ترانيم صدى الصوت في ايقاع بحيراتها..
فيما صور السيلفي لاتهدأ وكأنها توقع عقدا مع زمن الذكريات لتؤرشفها في خزائن الأمكنة بكل زواياها .
لكل جناح خصوصيته ولكل زائر عين ترقب وترصد لون الفرح والسعادة بخطوات طفل وضحكة يافع وابتسامة صبية وهمة شباب يقومون بواجبهم من خلال الإشراف على راحة الأخوة الزائرين.
فالشكر والتقدير لجميع الجهود التي تعمل من دون كلل سواء في الأضواء أو من خلف الكواليس لإعطاء الصورة المثلى لشعب يستحق الحياة، ووطن لديه كل الإمكانيات ليحجز مكانا له في صدارة العمل العربي المشترك.
