عندما تكون الأندية، وهي حجر الأساس في الرياضة، ضعيفة ولا تملك حقيقة مقومات النادي الرياضي والاجتماعي والثقافي كما كانت تعرف، فمن الصعب أن ننتظر ما هو جيد سواء في الأندية أم في رياضتنا ومنتخباتنا عموماً.
فأنديتنا -كما هو معروف- تفتقد الشخصية الاعتبارية والاستقلالية التي تجعل منها مفصلاً مهماً في الرياضة، والحديث هنا في العموم، لأن معظم أنديتنا يعنيها هذا الكلام، فلا منشأة متكاملة تحتضنها، ولا جمعية عمومية تمنحها الهيبة والثقة، ولا مجالس إدارات مقنعة وصاحبة قرار وحكمة وخبرة، ولا موارد وميزانية كبيرة وكافية تجعلها قادرة على المشاركة والمنافسة في البطولات والمسابقات، والنتيجة فوضى وتأسيس خاطئ ونتائج متذبذبة، على الأغلب غير جيدة.
نعم في رياضتنا الأندية من ورق، فالمنشآت لا تلبي الغرض ولا تتناسب مع مؤسسة رياضية لديها نشاطات في ألعاب مختلفة. وفي رياضتنا تنتخب مجالس الإدارات من الجمعية العمومية وتغير بقرارات من المكتب التنفيذي، ومجالس الإدارات غالباً غير مؤهلة للعمل الإداري وغير منسجمة، فلا تخطيط ولا منطق، وقراراتها مزاجية أو حسب المصلحة.
إذا كانت مباريات ودية استعداداً للموسم الجديد يمكن أن تتسبب بتغيير المدربين، فماذا نقول في هذه الإدارات؟!وإذا كانت العلاقات الشخصية هي أساس في اختيار الكوادر، فماذا ننتظر؟!
وإذا كانت الانقسامات واضحة في كل الأندية وذلك من أجل المصالح الشخصية المعنوية والمادية، فما هذا النادي وكيف ينجح في المنافسة؟!
باختصار إذا لم تصبح أنديتنا كالأندية في دول الجوار على الأقل لن تتطور ولن تصبح أساساً متيناً لرياضتنا، لن أقول: إن المقياس هو النادي الاهلي المصري، فهذا النادي أشبه بدولة، فقط لتكن أنديتنا كالأندية القريبة منا في لبنان والأردن والعراق، وإلا ستبقى أنديتنا من ورق ورياضتنا تتراجع، وطالما عرفنا الوجع والمرض لنسارع إلى أنديتنا لعلاجها، وهذا يحتاج إلى عمل ودراسة وقوانين تجعل من الأندية ذات شخصية اعتبارية وذات هيبة ومؤهلة للعمل الرياضي ورفد المنتخبات فنيا وإدارياً.