يمعن كيان الاحتلال الإسرائيلي في استباحته لأجواء المنطقة بمواصلة عدوانه الجوي على الأراضي السورية غير آبه بعواقب ذلك على حركة الطيران المدني الكثيفة والأمن والاستقرار الإقليمي.
في العدوان الإسرائيلي الأخير على بعض المواقع المدنية والعسكرية في محافظتي طرطوس وحماة عرضت عربدة هذا الكيان منطقة شرق البحر المتوسط لخطر كبير وخاصة حركة الطيران المدني حيث تحتمي الطائرات الإسرائلية وفي مجال مسارات حركة الطيران المدني خلف حركة الطائرات لتنفيذ اعتداءاتها وتحقيق إصابات في أهدافها وهو ما يهدد بتكرار حوادث أخرى شبيهة بحادثة الطائرة الروسية في شهر أيلول ٢٠١٨.
لا شك أن الجيش العربي السوري يأخذ في الحسبان حركة الطيران المدني في تصديه للعدوان الإسرائيلي ولكن هذا لا يعني على الإطلاق مع استمرار كيان العدو باستغلال الكريدورات الجوية إمكانية تلافي المخاطر الناجمة عن ذلك وهنا تأتي مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمنع إسرائيل من تعريض أجواء المنطقة للخطر وخاصة مع استخدام إسرائيل للصواريخ والقذائف الموجهة والمحتمل أن تضل طريقها لأسباب تقنية وفنية وتدخل مسارات الطيران المدني في أي وقت.
يتصرف الجيش العربي السوري في تصديه للعدوان الإسرائيلي وفقا للقوانين الدولة ومسؤولياته القانونية في الدفاع عن سيادة بلاده وحمايته وأي خطأ قد يحصل يتحمل كيان الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن ذلك.
كالعادة تصمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن الأخطار الجسيمة للاعتداءات الإسرائيلية على الشعب السوري وعلى حركة الطيران المدني وهو ما تستغله إسرائيل في تعريضها لأمن واستقرار كل المنطقة ومحيطها للخطر.
من المعلوم أن قادة كيان العدو عندما يمرون في مرحلة سياسية معقدة يلجؤون إلى تصدير أزماتهم ومحاولة كسب أصوات ناخبيهم وخاصة المتطرفين منهم وهم الغالبية بشن الاعتداءات على الدول الأخرى وفي الأساس يشكل لجوؤهم لمثل هذه الخيارات جانباً من طبيعة هذا الكيان الإرهابي والإجرامي.
يتوجب على جميع الدول الفاعلة على المستوى الدولي وخاصة الدول الغربية والولايات المتحدة ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لتوقف عدوانها على دول المنطقة وتعريض أجوائها المدنية للخطر وتنسحب تلك المسؤولية على الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) الذي يجب عليه طرد كيان العدو الإسرائيلي من هذا التجمع لإمعانه في خرق مبادئه وشروط عمله وتهديد حياة المدنيين لخطر الموت.
كذلك الأمر تقع المسؤولية على كامل دول المنطقة وخاصة التي تسمح لطائرات الكيان المدنية والعسكرية منها باستخدام أجوائها وفي نفس الوقت تعرض عمل أساطيلها الجوية للخطر الشديد ولو اتخذت هذه الدول قراراً جماعياً بمنع الطيران المدني الإسرائيلي لما استمر هذا الكيان بهذه العربدة الجوية.
تتعمد إسرائيل الربط بين القضايا والأزمات في المنطقة لتحقيق أهدافها العدوانية وهي تضع المبررات لنفسها محتمية بالولايات المتحدة لتقوم بعدوانها على دول المنطقة ويستدعي إيقافها عن ارتكاب هذه الاعتداءات الرد بالمثل وهذا قد يفتح الباب لصراع طويل ومعقد أو أن تلتقي دول المنطقة عند خيار واحد وهو منع الطيران المدني الإسرائيلي من العبور في أجوائها إلى أن توقف استغلالها لأجواء المنطقة في تحقيق أهدافها العدوانية.