فيما تُبذل الجهود حثيثة لإنجاز ملف مكافحة الفساد والحد من أثره على أداء الإدارات العامة وينشغل لذلك عشرات وربما أكثر من موظفي الرقابات المختلفة المالية والإدارية وغيرها، بالنظر إلى حالة الإصرار التي تبديها الحكومة بهذا الاتجاه، نجد أنه من المفيد لفت النظر إلى قضية من الأهمية بمكان، بحيث يمكن أن تسير على التوازي مع ما يتم السعي لأجله بخصوص الفساد، لا بل يمكن أن تساهم في سد الكثير من الثغرات والمنافذ والنوافذ وربما الأبواب التي يتسلل الفساد من خلالها، بما يؤدي إلى محاصرته من كل الاتجاهات والتخلص من كل مظاهره التي أرخت بظلالها القاتمة على الكثير من التفاصيل اليومية للمواطنين.
هذا الأمر المهم الذي نود الإشارة إليه هنا هو مسألة دعم الكوادر النزيهة التي تعمل بجد وإخلاص في مختلف مواقع العمل العام، سواء كانوا عمالاً أم موظفين أو مديرين مركزيين أو مديرين عامين، بحيث يتم تعزيز هذه النزاهة وتقوية موقفها ودعمها في مواجهة الفساد والمفسدين، النزاهة هنا تشمل العمل النظيف والأداء المنضبط والالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات والحرص على تطبيقها دون تحيز أو مواربة أو تمييز..
النزاهة حقيقة هي الطرف المقابل والنقيض تماماً للفساد ولا شك أن النزاهة تتوافر لدى معظم العاملين في مختلف القطاعات على اختلاف مواقعهم، وهذا الأمر يجب أن نبني عليه في السعي لمواجهة أذرع الفساد والحد من تأثيراتها السلبية، فمهما اتسعت رقعة الفساد فإنه بالإمكان مواجهتها بالاعتماد على أذرع نزيهة وحريصة على عدم تمرير بقع الفساد الأسود.
قد يرى البعض أن للفساد طرقاً في التحايل والتمايل في تغييب دور النزيهين أحياناً لصالح تمرير مصالح ضيقة، وهذا فيه شيء من الواقع أحياناً بسبب التفاوت في قوة المواقف ما بين النزيه والفاسد أحياناً والأدوات التي تستخدم في مثل هذه المواجهة، لذلك نقول إنه لا بد من تمكين النزيهين، وهم كثر، وتعزيز مواقفهم والأخذ بآرائهم ودعم قراراتهم للوصول إلى حالة التعافي من الفساد.
السابق
أعلنت وزارة الصحة تسجيل 15 حالة إصابة بالكوليرا في محافظة حلب ويجري تقديم العلاج لهم في المشافي.
التالي