هي تشيرنوبيل وفوكوشيما القرن، قاب قوسين أو أدنى، اختلف الزمان والمكان ولكن بقيت الأصابع الأمريكية نفسها، والمسوغات القذرة ذاتها.
بل نستطيع أن نمضي أبعد من ذلك بكثير، ونحسم بأننا اليوم على أعتاب مجزرة نووية، وحماقة أمريكية عن سبق الإصرار والتعمد، وإن كان التنفيذ بأيدٍ أوكرانية وتغطية ناتوية.
فما يتم التحضير له على مائدة كييف من استعدادات لوجستية وعسكرية، يتم دعمها ببيانات أمريكية، حسب مصادر رسمية مطلعة، لقصف المنشآت الحيوية في محطة زابوروجيا للطاقة النووية بالأسلحة الثقيلة التي قدمتها دول الناتو للنظام الأوكراني، وذلك كله طبعاً لإلصاق هذه التهمة المفبركة لموسكو، هي لعبة مكشوفة الحيثات، ومفضوحة النوايا، ولن تقدم أو تؤخر من عملية تقدم الجيش الروسي، ودفاعه المستميت من أجل حماية الرعايا والمواطنين الروس.
يبقى اللافت هنا أن الأمريكي وهو السباق دائماً إلى ذرف دموع التماسيح على ضحاياه، ومعه النظام الأوكراني، وحتى أنظمة دول الناتو المنقادة، ليست لديها أي مشكلة هنا في أن تستخدم الورقة النووية، وتتسبب في كارثة بشرية هائلة، ستحصد أرواح ملايين الأبرياء، وذلك في سبيل تحقيق أجندات استعمارية، توسعية، ظلامية، عنوانها العريض الهيمنة الأمريكية الأحادية، والتفرد السيادي الكوني.
ولكن كل ما يجري على مسرح التصعيد الدولي اليوم من خروقات أمريكية وتجاوزات أوروبية يطرح سؤالاً غاية في الأهمية فما جدوى كل الهيئات الأممية، والمؤسسات الدولية التي تتغنى بدورها الريادي في الدفاع عن حقوق الإنسان، وحماية وجوده، وتأمين مستلزمات عيشه بحياة كريمة، إذا كانت عاجزة بالمطلق عن مقاضاة، ومحاسبة القاتل الأمريكي، ومن معه من أنظمة مرتهنة، وما فائدة كل شعاراتها الطنانة إذا كانت لا محل لها من الإعراب الميداني؟!.