الثورة – فواد مسعد
عملان دراميان قُدما في حفل الإطلاق (أيام سينما المقاومة) التي تقيمها وزارة الثقافة- المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للفنون (رسالات) في دار الأسد للثقافة والفنون (19-22) من الشهر الجاري، وهما العمل الفني القصير (سقطت) والفيلم الروائي الطويل (السر المدفون).
شهد حفل إطلاق الفعالية حضوراً كبيراً من الجمهور وتكريم عدد من المبدعين، وتقديم الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله مجموعة من الأغنيات الوطنية، وفي كلمتها خلال الحفل أكدت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح أن للمقاومة عدة أشكال وأساليب لكن هدفها واحد وهو درء الظلم وإحقاق العدل ومقاومة الاحتلال بكل أشكاله من احتلال الأرض واستلاب الفكر ومصادرة الإرادة، مشيرة إلى أن المقاومة بأشكالها الثقافية الفكرية والإبداعية تعد رديفاً للمقاومة الميدانية وداعماً لها، تمهد لها السبل وتهيئ لها التربة الخصبة لتنمو وتنضج وتثمر وعياً وإدراكاً وعزماً وعزيمة وتنتج إخلاصاً ووفاءً وإيماناً وتفانياً وتضحية، مؤكدة أن الثقافة سلاح المقاومة الأمضى، فيها يُنقى الوعي وتحصن العقول ويرتقي الفكر، فبالثقافة نعزز هويتنا وانتماءنا ونقاوم كل أشكال الغزو، وقالت: إن العلاقة بين الإبداع والمقاومة علاقة تمازج يصل حد التماهي فالإبداع بحد ذاته مقاومة، وكذلك فإن المقاومة بحد ذاتها إبداع، أما محمد خفاجة مدير جمعية رسالات فأشار إلى التاريخ المشترك السوري اللبناني من حيث تمازج الدم في الدفاع عن الوطن و القضية في وجه مخاطر الصهيونية والجماعات التكفيرية .
(سقطت) العمل الفني القصير للمخرج اللبناني كامل حرب والذي شارك فيه أكثر من (150) فناناً وتقنياً أهدوا أسماءهم إلى فلسطين، تمازج فيه الوثائقي مع الدرامي والموسيقا والأداء المؤثر للممثلين، فقدم في البداية استعراضاً توثيقياً سريعاً لمجموعة من المحطات الهامة في تاريخ القضية الفلسطينية والتي حفلت بمواجهات دامية مع العدو انطلاقاً من فترة انتداب البريطاني وبدء تنفيذ مشروع وطن قومي لليهود في فلسطين عبر نقل اليهود إليها وعمليات التطهير العرقي التي نفذتها العصابات الصهيونية وما حدث عام 1948 والعدوان الثلاثي على مصر 1956 ومن ثم انتصارات حرب تشرين عام 1973 وتدمير خط بارليف، لننتقل فيما بعد لأحداث نتابع من خلالها قصف العدو الصهيوني لمخيم جنين بكل ما يعنيه المكان من فعل مقاومة ، هنا أم تحاول حماية طفلتها وهناك كهل يحمل باكياً جثة ابنه الصغير، وشاب يحاول إنقاذ رجل مصاب لا يقوى على الحركة ولكن شدة القصف تمنعه من ذلك وفي كل مكان دماء وشهداء وخراب ودمار، في صورة مشهدية سعت إلى تسليط الضوء على المعاناة الحقيقية للفلسطينيين، ولتأتي المرحلة التالية التي تحكي عن المقاومة كفعل حياة وانتصار وإرادة ، فما أخذ بالقوى لا يُسترد إلا بالقوة .
(السر المدفون) فيلم روائي طويل يتكئ على قصة حقيقية وهو من إخراج علي غفاري وتأليف رضا إسكندر ومحمود غلامي ، تدور أحداثه حول أم لبنانية يبوح لها ابنها بسر شروعه في تنفيذ عملية استشهادية في إحدى دوريات الاحتلال الإسرائيلي وتظل الأم متكتمة على ما قام به الابن لمدة 14 عاماً، وتظل هي الوحيدة التي تعرف ما حل بالابن، استطاعت مقاومة الاحتلال وهزمته بصبرها على أذى عائلتها وتحمّلت عذابات ومعاناة أبنائها المعتقلين لدى الإسرائيليين ، حتى تحرر جنوب لبنان .