أسماء فريح
ليس سراً أن إمدادات الأسلحة الغربية، والأميركية تحديداً، قد تدفقت على أوكرانيا حتى قبل بدء العملية العسكرية الروسية فيها، فمنذ العام 2014 قدمت واشنطن أكثر من /5ر2/ مليار دولار من شحنات الأسلحة لكييف فيما يستمر وصولها ونقلها إليها جواً أو بحراً منذ شباط الماضي إلى جانب تزويدها بقدرات ووسائل سيبرانية، وذلك في تصعيد خطير للأوضاع في هذا البلد وفي العالم أجمع من جراء التداعيات التي تخلفها، ولاسيما مع إقرار مسؤولين أميركيين بأنه ليس بالإمكان التنبؤ بالمكان الذي ستنتهي فيه شحنات الأسلحة الهائلة المرسلة، وأنها ربما تقع في أيد خطرة.
وزارة الدفاع الأميركية /البنتاغون/ أعلنت في آب الماضي عن تقديم “مساعدات عسكرية” إضافية لأوكرانيا بقيمة /775/ مليون دولار وتشمل الحزمة الجديدة ذخيرة لنظام الصواريخ /HIMARS/ إلى جانب مدافع هاوتزر، وطائرات بدون طيار من طراز/ScanEagle/، ومع هذه الحزمة تكون إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قدمت حتى الآن أكثر من 10 مليارات دولار كمساعدات عسكرية، ولتكون الحزمة الـ19 التي يقدمها “البنتاغون” لكييف منذ آب 2021.
مشرعون وخبراء عسكريون حذروا في حزيران الماضي من أن شحنات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات قلصت مخزون البنتاغون بنحو الثلث، وستستغرق عملية استبدالها وإعادة تخزينها سنوات عدة ما يترك الجيش الأميركي في وضع مقلق، بينما أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال الأميركية” أن القتال في أوكرانيا أدى إلى استنفاد مخزونات بعض أنواع الأسلحة الأميركية، ولم يترك لدى “البنتاغون” أي مجال أو وقت لتجديدها بشكل سريع.
صحيفة “واشنطن بوست” كانت نقلت عن مسؤول عسكري أميركي قوله: إن الولايات المتحدة أعلنت العام الماضي تخصيص أكثر من مليار دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا تشمل الرادارات المضادة لقذائف الهاون وأجهزة الراديو الآمنة والمعدات الإلكترونية والطبية والمركبات وإمدادات ثابتة من أنظمة صواريخ جافلين إضافة إلى طائرات هليكوبتر وغيرها.
ومع تكثيف واشنطن ودول الغرب عموماً تزويد أوكرانيا بالأسلحة وخاصة الفتاكة منها فإنها تعرقل جهود وضع نهاية لهذه الحرب إضافة إلى تبرير توسيع حلف شمال الأطلسي /الناتو/ باتجاه الشرق.
هذه الحقائق الموثقة تؤكد دور الولايات المتحدة والغرب عموماً في تأجيج الأزمة في أوكرانيا، وتشكل دليلاً إضافياً على تورطها المباشر فيها لتحقيق مصالحها وأجنداتها الخاصة.