الثورة – ترجمة رشا غانم:
اكتشف الخبراء اختراقاً مذهلاً في فهم آلية انتشار السّرطان، يمكن أن يؤدي إلى علاج أفضل.
حيث تبيّن للعلماء، وأخيراً، بأنّ الخلايا السرطانية “تختطف” عملية تستخدمها الخلايا السليمة، للانتشار في جميع أنحاء الجسم، الأمر الذي سيغير تماماً من طرق التفكير الحالية بشأن السرطان.
فعلى الرغم من كونه أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين مرضى السرطان، إلا أنّه ظلّ من الصعب للغاية منع النقائل – عندما يتفشى السرطان.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الباحثين وجدوا صعوبة في تحديد الدوافع الرئيسية لهذه العملية، والتي يمكن أن يُقضى عليها عن طريق الأدوية.
والآن، اكتشفوا أن بروتيناً يدعى” NALCN” قد يلعب دوراً رئيسياً.
ففي التجارب التي أجريت على الفئران، وجدوا أن إعاقة نشاط بروتين “NALCN” تسبب في حدوث ورم خبيث.
واكتشفوا أيضاً أنه عندما أزالوا البروتين من الفئران غير المصابة بالسرطان، تسبب ذلك في مغادرة الخلايا السليمة لأنسجتها الأصلية، وانتشارها في جميع أنحاء الجسم، حيث انضموا إلى أعضاء أخرى.
ويشير هذا إلى أنّ النقائل ليست عملية غير طبيعية تقتصر على السرطان كما كان يُعتقد سابقاً، ولكنها عملية طبيعية تستخدمها الخلايا السليمة التي استغلتها السرطانات للهجرة إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ومن جهته، أفاد قائد المجموعة للدراسة، ومدير معهد كامبريدج لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، البروفيسور ريتشارد جيلبرتسون: “هذه النتائج هي من بين أهم النتائج التي خرجت من مختبري لمدة ثلاثة عقود”.
وقال: “إننا لم نحدد فقط أحد الدوافع المراوغة للورم الخبيث، ولكننا قمنا أيضاً بتحويل الفهم الشائع لهذا الأمر رأساً على عقب، حيث أظهرنا كيف يختطف السرطان العمليات في الخلايا السليمة لتحقيق مكاسبه الخاصة”.
وأضاف: “إذا تم التحقق من صحة ذلك من خلال مزيد من البحث، فقد يكون لذلك آثار بعيدة المدى على كيفية منع انتشار السرطان، والسماح لنا بالتلاعب بهذه العملية لإصلاح الأعضاء التالفة.”
و تعني “NALCN” قناة تسرب الصوديوم (Na +)، غير انتقائية، ويتم التعبير عن قنوات تسرب الصوديوم في الغالب في الجهاز العصبي المركزي، ولكنها توجد أيضاً في جميع أنحاء الجسم، وتنتشر هذه القنوات عبر أغشية الخلايا، وتتحكم في كمية الملح التي تدخل وتخرج من الخلية.
ومع ذلك، لم يتضح بعد سبب تورط هذه القنوات بشكل مباشر في ورم السرطان الخبيث.
وأضاف الباحث الرئيسي في الدراسة وكبير الباحثين في معهد كامبريدج لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، د.إريك رمان: “نحن متحمسون للغاية للتعرف على بروتين واحد، من شأنه تنظيم، ليس فقط كيفية انتشار السرطان في الجسم – بغض النظر عن نمو الورم – ولكن أيضاً إصلاح خلايا الأنسجة الطبيعية”.
وقال: “نحن نطور صورة أوضح للعمليات التي تحكم كيفية انتشار الخلايا السرطانية”
وختم د.رمان بالقول: “يمكننا الآن التفكير فيما إذا كانت هناك عقاقير حالية محتملة، يمكن إعادة استخدامها لمنع هذه الآلية من التسبب في انتشار السرطان لدى المرضى”.
المصدر: ديلي ميل