حياتنا تحتاج إلى من يشاركنا آمالنا وآلامنا، وإلا فالكآبة ستلازمنا من سن الطفولة وحتى الشيخوخة، لذلك ومنذ نعومة أظفارنا نبحث جادين عن هذا الصديق الصدوق الذي يلازمنا ونلازمه حباً وإخلاصاً ونصيحة وصحبة.
وهنا نلحظ تماماً كيف أن الصديق الذي يتمتع بهذه الصفات لا يمكن الاستغناء عنه أبداً، فهو كالبلسم الشافي وكالذهب الخالص الذي له قيمته ووزنه ولكن هذه الصداقة لها ما يشوبها ويعكر صفوها.
وأول هذه الأشياء وجود الواشي، الذي لا يروق له أن يرى صديقين متفقين يحب أحدهما الآخر، فيبدأ بإيجاد أي شيء ينغص هذه الصحبة الحقيقية فيحاول اختلاق الأكاذيب، وعلى طريقة المثل “شي صار وشي ما صار”.
وهنا تتجلى قوة الأخوة والمحبة بين الصديقين فلا يسمح أحدهما بأي كلمة لأحد مهما كانت صغيرة أو كبيرة بأن تسيء لهذه الصداقة، فيرفضان هذا الكلام المشوه والمسيء لكليهما لأن كل صديق يعرف تماماً محبة صديقه، وهنا يثبت الصديق صدقه ومحبته للآخر لأن هذه العلاقة مبنية على التفاهم والصراحة والصدق والفهم.
فكم من صداقة دامت العمر كله، واستمرت حتى بين أولاد كل منهما لمتانة العهد القائم بينهما على الاحترام المتبادل وصدق المعاملة وخاصة بوجود الأمانة في كل شيء بينهما إن كان بالكلمة الصادقة التي تبني وتؤسس لمجتمع سليم ومعافى أو التعامل بالمال وأداء الأمانة كبرت أم صغرت.
وخلاصة القول علينا أن نحرص على الصديق الصادق العارف لقيمة صديقه لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش وحده فالحياة لا تكتمل إلا بالعلاقات الاجتماعية المبنية على صداقات مخلصة سداها المحبة دونما مصلحة طرف دون آخر، بل بالتعاون المستمر والخلاق وهذه الصداقة تضفي سعادة لا يعرفها إلا الأصدقاء الحقيقيون.
جمال الشيخ بكري