الثورة:
مشاركات الجمهور
حسن عبد القادر
منذ انطلاق الثورة السورية كانت أعيادنا مقسمة إلى أمل وخوف
الأمل في الخلاص وكنا نتبادل التبريكات بالعيد بقول “ان شاء الله العيد القادم دون الأسد”
والخوف من قذاىف النظام التي تمطر علينا وكأنها وابل من مطر.
النظام البائد لطالما جعل صباح العيد عند الشعب السوري من أفراح إلى أتراح بسبب استهدافه المباشر لبيوت المدنيين او المقابر بسبب معرفته بزيارتنا للمقابر بعد صلاة العيد
واليوم بعد انتصارنا العيد بات له طعم مختلف
لا اسد ولا قذائف على رؤوس المدنيين الأبرياء ولا حتى طلقة واحدة موجهة للشعب..
اليوم ورود من الطائرات بدل البراميل،
اليوم ابتسامة تملأ الآفاق فرحاً بالعيد والنصر بعد أن كانت تلك الابتسامة ليست إلا فرحاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال في الحديث: للمسلم فرحتان وكانت إحداهما للمسلم عند فطره
اليوم أطفالنا تخرج والفرح يملؤهم وكأنه أول عيد يضحكون به
من جهة أخرى لربما تلك الدمعة في عيون الثكالى التي لم تجف حزناً على أطفالهم او أزواجهم الذين قتلوا خلال كل تلك السنوات أو حتى الدموع التي تملأ عيوننا جميعاً كسوريين على أولئك الذين لم نجد لهم أثراً في المعتقلات من صيدنايا وليس انتهاء به.
ما يواسينا اليوم هو هذا النصر المكلل بالعز والفخر ولربما كما قال وزير الثقافة السوري محمد صالح:
لقد صمنا عن الأفراح دهراً
وأفطرنا على طبق الكرامة
فسجل يا زمان النصر سجل
دمشق لنا إلى يوم القيامة
نعم إنها دمشق لنا كل السوريين باختلاف انتمائهم لطائفة او عرق
دمشق لكل سوري حر أبي
دمشق التي لطالما كانت تبكي حزناً علينا اليوم تكتسي أثواب النصر والعز والإباء
سوريا لنا جميعاً منتصرةً بكل فخر وعز وإباء.
إنه حلم قد طال ولكن الله بفضله قد حققه لنا عيد بلا اسد.