الثورة – الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة:
كثير من المرضى يعانون من تكرار وتفاقم صداع الشقيقة في فصل الخريف والسبب هو تغير الطقس الذي يؤثر على توازن المواد الكيميائية بالدماغ ومنها السيروتونين، ويحفز هجمات الشقيقة (الصداع النصفي)، فالشقيقة أو الصداع النصفي يمكن أن تكون معوقة عوارضها شديدة جدًا، تجعل من المصابين بها يفكرون أحيانًا بإيجاد مكان مظلم وهادئ للاستلقاء.
وفي بعض الحالات تظهر علامات تحذير لصداع الرأس الشديد هذا أو تكون مصحوبة بعلامات، مثل: ومض الضوء، أو تَشوش في الرُّؤْيَة أو الشعور بوخز في الذراع أو الرجل، أو الغثيان، أو التقيؤ، أو الحساسية المفرطة للضوء والضجيج، وقد تكون الشقيقة شديدة لدرجة شل حركة المريض لعدة ساعات أو حتى أيام.
قد تكون نوبات أعراض الشقيقة مصحوبة بجزء من الأعراض الآتية أو جميعها:
-ألم بين معتدل وشديد في أحد شقي الرأس أو في الجانبين.
-صداع يرافقه الشعور نبض أو ضربات في الرأس.
-ازدياد حدة الألم خلال القيام بجهد جسدي.
-تشوش قدرة الشخص على القيام بعمله المعتاد.
-الشعور بالغثيان مع أو بدون التقيؤ.
-حساسية للضوء والضجيج.
عادة ما تستمر نوبة الشقيقة ما بين 4 – 72 ساعة إذا لم يتم علاجها، أما تواتر النوبات فيختلف من شخص لآخر، فقد تظهر الشقيقة عدة مرات في الشهر أو مرة أو مرتين فقط في السنة.
وهناك تفاوت بحدة الشقيقة، لدى غالبية الأشخاص يظهر الصداع بدون علامات إنذار سابقة، بينما تظهر لدى جزء آخر من المرضى علامات إنذار مبكرة.
وفيما يأتي علامات الإنذار المبكرة التي يشعر بها الناس:
-رؤية وميض أو لمعان الضوء.
-ملاحظة خطوط تبهر النظر.
-الشعور بانتشار بطيء لبقع عمياء في مجال الرؤية.
-الشعور بحِكَّة إضافة إلى شعور مشابه لوخز الإبر في إحدى الذراعين أو إحدى الساقين.
-الشعور بالوهن أو اضطرابات في القدرة على الكلام.
في الحالات التي تظهر فيها العلامات المبكرة، وأيضًا في تلك التي لا تظهر فيها قد يظهر شعور مبكر قبل ساعات أو يوم من بدء الصداع النصفي، وقد يشمل هذا الشعور: مزاج إيجابي ومعنويات عالية، الرغبة الشديدة بتناول الحلويات، العطش، النعاس، الحساسية أو الاكتئاب.
وتبدأ الشقيقة بالظهور عادةً في فترة الطفولة في عمر المراهقة أو لدى الشباب، وقد ينخفض تواترها أو تكون أقل شدة مع البلوغ، تستمر نوبة الشقيقة لدى الأطفال لفترة أقصر منها لدى الكبار، بينما يمكن للألم أن يشل حركة المريض ويصاحبه شعور بالغثيان، والتقيؤ، والدوار، والحساسية المفرطة للضوء وعادةً ما يشعر الأطفال بالشقيقة في كلا شقي الرأس.
وهناك بعض العوامل التي تحفز نوبات الشقيقة بغض النظر عن الآلية التي تؤدي للشعور بالصداع مثل التغيرات هرمونية، أنواع أطعمة معينة، التوتر، مثيرات حسية، تغييرات في نمط النوم والاستيقاظ، عوامل جسدية، تغييرات بيئية، وبعض الأدوية.
ولدى العديد من المصابين بمرض الشقيقة يوجد تاريخ عائلي للإصابة بالشقيقة، فإذا كان كلا الوالدين لشخص ما مصابين بالشقيقة فعلى الأرجح أن يصاب هو أيضًا بالمرض، حتى الأشخاص الذين عانى أحد والديهم من صداع الشقيقة معرضون لخطر الإصابة بمرض الشقيقة، كما أن خطر الإصابة بالشقيقة لدى النساء يفوق الخطر لدى الرجال بثلاثة أضعاف، خلال فترة الطفولة تكون نسبة الإصابة بالصداع لدى البنات والبنين متساوية، بينما تكون النسبة مرتفعة أكثر وسط الشابات بعد جيل المراهقة مقارنة بالشبان.
مضاعفات الشقيقة
قد يؤدي علاج الصداع نفسه إلى بعض المشكلات، فمضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: الـ أيبوبروفين (Ibuprofen) والأسبرين (Aspirin) من الممكن أن تسبب آلاماً في البطن، ونزيفًا، وقرحة، خاصةً عند أولئك الذين يتناولون جرعات كبيرة أو يتناولون الدواء لفترات طويلة، في الآتي أبرز المضاعفات
1- الصداع المرتد
إن الأشخاص الذين يتناولون أدوية دون وصفة طبية أو حتى مع وصفة طبية أكثر من مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، حيث يظهر الصداع المرتد في الحالات التي تفشل فيها الأدوية في منع الصداع بل تصبح هي سببًا للصداع، ونتيجة لذلك يتناول الشخص المزيد من الأدوية ويقع فريسة دائرة قاسية.
2- متلازمة السيروتونين
إن متلازمة السيروتونين نادرة وهي تفاعل بين الأدوية التي من الممكن أن تؤدي للموت، قد تظهر هذه المتلازمة عند تناول أدوية مضادة للاكتئاب تسمى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين الاختيارية مع أدوية لعلاج الشقيقة من عائلة التريبتان (Triptans، مثل: السومتريبتان (Sumatriptan)والزولميتربتان (Zolmitriptan)
الأدوية المثبطة لإعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين الاختيارية شائعة وتشمل: دولوكسيتين (Duloxetine) والفينلافكسين (Venlafaxine)
من المحتمل أن يشخص الطبيب المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني للمريض، بينما إذا كان الصداع غير تقليدي سيوصي الطبيب بالخضوع لعدة فحوصات، بهدف التأكد من عدم وجود عوامل أخرى ممكن أن تؤدي للصداع، ومن هذه الفحوصات ما يأتي: التصوير المقطعي المحوسب، التصوير بالرنين المغناطيسي، اختبار البزل القطني.
علاج الشقيقة
يوجد العديد من الأدوية التي تم تطويرها والتي تُساهم في علاج الصداع النصفي، بالإضافة إلى أنه يوجد أدوية تُستخدم عادةً لعلاج أمراض أخرى ولكنها قد تُساعد في تخفيف الصداع أو منعه، يمكن تقسيم أدوية علاج الشقيقة إلى مجموعتين، وهما:
علاج الشقيقة بمسكنات الألم.
علاج الشقيقة بأدوية وقائية.
فالوقاية هي علاج الشقيقة الأفضل سواء أكنت تتناول مسكنات الآلام أم لا، ويوجد بعض التغييرات في نمط الحياة بإمكانها المساهمة في تقليل عدد نوبات الشقيقة وتخفيف حدتها، مثل:
-الامتناع عن العوامل المحفزة للشقيقة.
-الحرص على ممارسة الرياضة بشكل ثابت.
-الحد من تأثير الإستروجين.
-بعض العلاجات البديلة.. ودمتم بصحة وعافية وأبعد الله عنكم الألم والمرض.