الثورة- ترجمة غادة سلامة
تُظهر دراسة أجرتها مؤسسة راند، بشكل لا جدال فيه أن الحرب في أوكرانيا هي في الواقع مظهر من مظاهر مواجهة متعمدة ضد روسيا، ما يحدث هو بلا شك تتويج للمخطط الأمريكي الذي طال أمده، وهذا يعطي معنى مختلفًا تمامًا للحرب هناك، وليس كما تقول الحكومات ووسائل الإعلام الغربية، هجومًا “غير مبرر” على أوكرانيا.
لقد تم تأجيج الحرب عن عمد وإذكائها وتفاقمها الآن بسبب خيارات السياسة التي اتخذتها واشنطن وشركاؤها في الناتو.
مؤسسة راند هي واحدة من أقدم المؤسسات البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تأسست في عام 1948 وكان أحد مؤسسيها قائد القوات الجوية الجنرال كيرتس ليماي، مهندس القصف بالقنابل الحارقة على طوكيو عام 1945 والمحرقة الذرية في هيروشيما وناغازاكي وكان ليماي من صقور الحرب الباردة اللدود الذي دعا إلى ضربات نووية استباقية على الاتحاد السوفييتي للرئيس جون كينيدي في أوائل الستينيات.
شركة راند هذه، تمولها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ويمكن أن يُنظر إليها بطريقة ما على أنها عقل وفم البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية.
كان الانقلاب المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية في كييف في شباط 2014 هو الحدث الرئيس لجعل كل هذا المخطط اللاحق ممكنًا، وكان النظام الذي وصل إلى السلطة معاديًا بشكل مسعور لروسيا ومليئًا بأيديولوجية النازيين الجدد.
لقد كانت أداة متحمسة للسياسة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي الناتو لاستعداء روسيا لمدة ثماني سنوات، رفض نظام كييف معاهدات السلام وشن حرب إبادة جماعية بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي ضد الناطقين بالروسية في جمهوريات دونباس وغيرها، وقد انضمت هذه الجمهوريات الآن إلى الاتحاد الروسي، إلى جانب منطقتين أوكرانيتين سابقتين.
توضح دراسة شركة Rand Corp رندا كروب أن الصراع الخطير الوشيك بين القوى النووية قد تم تدبيره منذ البداية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ويشهد العالم وضعًا سيئًا يرقى إلى شبه الحرب العالمية الثالثة.
بشكل فظيع، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية وشركاؤها في الناتو تكديس المزيد من الأسلحة الفتاكة في أوكرانيا، مما يجعل من الممكن شن هجمات مباشرة تحت الوصاية الشائنة لواشنطن ولندن، يرفض نظام كييف أي جهد دبلوماسي لإيجاد حل سياسي للسلام.
وتُقابل مقترحات السلام ذات النوايا الحسنة التي قدمتها شخصيات دولية، بالسخرية والتهديدات بالقتل، يبدو أن هناك دوامة من الجنون في الولايات المتحدة والنخب الأوروبية ونظام كييف.