الثورة- ترجمة غادة سلامة:
في الأسبوع الماضي، وخلال مأدبة عشاء مغلقة في براغ، كان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يخاطب 44 مسؤولاً أوروبياً عندما قاطعه أرودغان، وبدأ مباراة صراخ.
ميتسوتاكيس اتهم أرودغان بالكذب والنفاق بشأن تسوية النزاعات في شرق بحر إيجة، في حين أن الآخرين، كانوا مندهشين ومنزعجين، لأن أردوغان انفجر في كلامه، وصار يصرخ أثناء المؤتمر الصحفي، وهدد اليونان، قائلاً: “قد نصل فجأة ذات ليلة”، عندما سأل أحد المراسلين عما إذا كان ذلك يعني أنه سيهاجم اليونان، قال أرودغان: “في الواقع لقد فهمت”.
كان الانفجار الأخير من أردوغان في الوقت الذي يواجه فيه صعوبات وكوارث سياسية واقتصادية متزايدة وشعب غاضب منه ومن سياساته الداخلية والخارجية ويأتي كل هذا قبل الانتخابات، أردوغان الذي بات يكيد المكائد ويعمل على تكثيف التهديدات ضد حليفه في الناتو منذ الصيف، مستخدمًا لغة المتطرفين.
في حين أن قلة من الدبلوماسيين أو المحللين يتوقعون الحرب، هناك شعور متزايد بين الدبلوماسيين الأوروبيين بأن التهديد السياسي أردوغان يمثل خطورة متزايدة على جيرانه.
يقول دبلوماسي متخصص في تركيا، طلب عدم الكشف عن هويته، إن أردوغان يحتاج إلى معجزة لدعم موقفه المهتز في بلاده .
حيث تهدد التوترات المتصاعدة بين اليونان وتركيا، وكلاهما عضو في الناتو، إضافة مشكلة جديدة وصعبة لجهود أوروبا للحفاظ على وحدتها في مواجهة الحرب في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية.
بالفعل يقول الدبلوماسي التركي، جعل أردوغان نفسه حليفًا مزعجاً، ولا يمكن التنبؤ به لشركائه في الناتو، لقد دفعته تحدياته الاقتصادية وعدوانيته وأحلامه العثمانية لتهديد جيرانه.
يقول سنان أولجن، مدير EDAM ايدم، وهي مؤسسة بحثية مقرها اسطنبول، إن فترة حكم أردوغان تميزت بمشكلات عميقة الجذور، وزادت من عدم الاستقرار المزمن والتوترات الخطيرة، وقال: “لدى تركيا واليونان مجموعة من الخلافات الثنائية التي لم يتم حلها، وهذا يخلق بيئة مواتية عندما يريد أردوغان إثارة التوترات”.
كاد البلدان أن يخوضا حرباً في سبعينيات القرن الماضي بسبب استكشاف الطاقة في بحر إيجه، وفي 1995-1996 بسبب قضية متنازع عليها بشأن تكوين صخري غير مأهول في شرق البحر الأبيض المتوسط، وفي عام 2020، مرة أخرى حول استكشاف الطاقة في المياه المتنازع عليها. قال أولجن: “ونحن الآن في ذلك مرة أخرى بسبب أردوغان”.
لكن أردوغان يواجه مشكلات كبيرة في الداخل، مما يجعل التوترات مع اليونان طريقة سهلة وتقليدية لتحويل الانتباه عنه وعن أفعاله السيئة، ويقود أردوغان اقتصاداً كارثياً، إذ بلغ التضخم رسميا 83 في المائة سنويا – ولكن على الأرجح أعلى – وانخفضت قيمة العملة. انخفض الناتج المحلي الإجمالي التركي للفرد، وهو مقياس للثروة، إلى حوالي 7500 دولار من أكثر من 12600 دولار في عام 2013، بناءً على عدد سكان تركيا الحقيقي، وفقاً لـ”بيلج يلماز”، الأستاذ في مدرسة وارتون. من جامعة بنسلفانيا.
