في لقاء مع أحد الأصدقاء دار حديث طويل عن مرحلة إعادة الإعمار، والتي من الواجب علينا كمؤسسات حكومية وأهلية وأفراد أن نعمل على تحقيقها من خلال المشاركة بها كل من موقعه وبالإمكانات المتاحة.
فجأة قاطعني صديقي ليقول لي: (وأين نحن من بناء الإنسان…؟).
هذا السؤال جعلني أعيد حساباتي في كل ماكتبته خلال سنوات مضت، أين قضايا الإنسان في كتاباتي، وهل استطاعت تلك المؤسسات أن تقف عند هذه القضايا وتعالجها، وتالياً تحافظ على بناء هذا الإنسان فكرياً وثقافياً واجتماعياً، وتعمل على نقله من محيط فوضى الشارع، ومايحويه من مشاهد وسلوكيات لاأخلاقية، إلى مجتمع تسوده القيم والأخلاق.
هذا السؤال جعلني أقف عند مشاهد بتنا نراها في بعض شوارعنا وساحاتنا وحدائقنا، مشاهد لتلاميذ متسربين وهاربين من مدارسهم، مشاهد لشباب يعانون من فراغ علمي أو عاطفي أو اجتماعي، فكان رفاق السوء خير حاضن لهم..
مشاهد عديدة لا داعي لذكرها الآن، تتطلب تدخلاً سريعاً من المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية لإنقاذ ماتبقى من شباب وأطفال والعمل على بناء عقلهم وتنمية مهاراتهم ليكونوا عدة المستقبل، فبالعقل المشع نضيء المستقبل، وننشر نور المعرفة، ونبدأ مرحلة إعادة الإعمار.