الثورة:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن السيطرة على العالم هي ما يراهن الغرب عليه في لعبته، وهي لعبة خطرة ودامية وقذرة تتنكر لسيادة ومصالح الدول والشعوب الأخرى، مشيراً إلى أن الأزمة تطول الجميع، وأمام البشرية طريقان، إما المضي قدماً نحو الانهيار، أو العمل على نظام جديد معاً.
ونقلت وكالة سبوتنيك وموقع روسيا اليوم الالكتروني عن بوتين قوله اليوم خلال الجلسة العامة لمنتدى “فالداي”، “إن الموقف في العالم يتوجه نحو السيناريو الأسوأ، ويبدو أن الغرب في السنوات والأشهر الأخيرة اتخذ عدة خطوات للتصعيد ولاجديد في ذلك، فهم دائماً يقومون بذلك مثل تأجيج الحرب في أوكرانيا، والتصعيد في تايوان، والإخلال باستقرار سوق الطاقة. ولم يكن ذلك مقصوداً، ولكنه قد يكون نتيجة أخطاء منهجية للسلطات الغربية”.
وقال الرئيس الروسي: اقترحنا مراراً على الغربيين بناء نظام آمن مشترك وبناء الثقة ولكنهم رفضوا ذلك، مشيراً إلى أن الغرب أشعل الحرب في أوكرانيا، وارتكب عدداً من الأخطاء المنهجية، وهو يتجاهل مصالح الدول الأخرى وقيمها وثقافاتها، ويسعى لكي يخضع له الجميع، وحذر الغرب بالقول:” ولكنهم لن ينجوا من ذلك فمن زرع ريحاً يجني عاصفة”.
وأضاف: أنه ليس لدى الولايات المتحدة ما تقدمه للعالم سوى هيمنتها.
وأشار إلى أن هناك الغرب التقليدي الذي يرتبط بالديانات وحتى بالتاريخ القديم، والذي تعده روسيا قريباً منها، وغرب آخر عدواني واستعماري بعيد عن القيم والمبادئ الروسية.
وقال: إنهم في الغرب يحضرون وينفذون أنواعاً مختلفة من الانقلابات، وأدى أحدهم إلى الأحداث المأساوية في أوكرانيا في عام 2014، لقد دعموا وقالوا مقدار الأموال التي أنفقوها على هذا الانقلاب.
وأنه باستخدام الدولار كسلاح، فإن الغرب يحدد فكرة نظام العملات الاحتياطي. مضيفاً: حتى في ذروة الحرب الباردة، لم يكن لأحد أن ينكر وجود ثقافة وفنون خصومه، النازيون أحرقوا الكتب، وفي الغرب وصل بهم الانحطاط الآن إلى حظر مؤلفات دوستويفسكي وتشايكوفسكي.
وقال: التاريخ سوف يضع كل شيء في مكانه ولن يلغي دوستويفسكي أو بوشكين أوتشايكوفسكي، ولكن أولئك الذين يحاولون إلغاءهم.
وأضاف بوتين أن هناك طريقين أمام الإنسانية، فإما أن نراكم المشاكل التي ستسحقنا بالنهاية أو البحث عن حلول قد لا تكون مثالية ولكنها مجدية وكفيلة بجعل عالمنا أكثر استقراراً وأمناً.
وأكد بوتين أن روسيا تدافع عن حقها في التطور والاستقلال ولاتسعى إلى الهيمنة، لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بخلاف الغرب، مشدداً على أنه لن يكون بمقدور أي أحد أن يملي على روسيا نوع المجتمع الذي ستبنيه.
وشدد بوتين على أنه من المستحيل بالنسبة لروسيا تطبيق سيناريو التدمير أو تحويله لأداة لتحقيق أهداف جيوسياسية، وقال:”روسيا ليست عدوا للغرب وحاولت بناء علاقات معه ومع حلف “الناتو”، وكانت رسالتها: “فلنعش سوياً”، وهي تسعى لإنشاء منصات مالية دولية جديدة في العالم لا تعتمد على مركز تحكم واحد.
وأكد الرئيس الروسي أن الغالبية العظمى من الدول تطالب الآن بالديمقراطية في الشؤون الدولية، ولاتقبل الإملاءات المفروضة على الدول. واعتبر أن مواجهة الدكتاتورية في الشؤون الدولية غير ممكن سوى من خلال تطور البلدان والشعوب، داعياً إلى ضرورة فتح قنوات الحوار بين الحضارات، والبحث عن جوهر الوجود الإنساني الذي نلتقي فيه جميعاً.
وشدَّد بوتين على أن المراكز الجديدة للعالم والغرب سيكونون مضطرين للتحدث عن المستقبل، مشيراً إلى أن الأحداث دفعت بالقضايا البيئية إلى المشهد الخلفي، في الوقت الذي لم تختف فيه هذه التهديدات الأساسية ولا زال اختلال التوازن البيئي يمثل تحدياً لنا جميعاً. وقال:” لم تعد مشاكل تغير المناخ على الصفحات الرئيسية للصحف ولكن هذه المشاكل لم تختفِ، بل تتزايد، ومن أخطر عواقب اختلال التوازن البيئي هو انكماش التنوع البيولوجي في الطبيعة”.
