الثورة – ترجمة غادة سلامة:
يمكنك إرسال رجل إلى الكونغرس، ولكن لا يمكنك جعله يفكر، خضوع الكونغرس للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأميركية قديم، هو الذي مهد الطريق للحرب في فيتنام في عام 1964، حيث ادعى الرئيس الأميركي ليندون جونسون آنذاك أن هجوماً مزعوماً لفيتنام الشمالية على مدمرة أمريكية في خليج تونكين وراء إصدار قرار من الكونغرس يمنح الرئيس الأميركي سلطة غير محدودة لمهاجمة فيتنام الشمالية، حيث قرر في وقت سابق من ذلك العام مهاجمة فيتنام الشمالية لتعزيز حملته لإعادة انتخابه، وسرعان ما أدرك البنتاغون والبيت الأبيض أن المزاعم الأساسية وراء قرار خليج تونكين كاذبة، لكنهما استغلوها لتقديس الحرب.
عندما بدأت القصة الرسمية لهجمات خليج تونكين تتفكك في جلسات الاستماع السرية لمجلس الشيوخ عام 1968، وأعلن وزير الدفاع روبرت ماكنمارا وقتها أن الحرب على فيتنام حصلت بسبب ذرائع كاذبة، لكن السخط لم يكن بديلاً عن الحقائق الصعبة، حيث أعلن السيناتور فرانك تشيرش “أنه لا يمكنك أن تتوقع من الناس، الذين يُقتل أبناؤهم والذين سيُقتلون في الحرب، والذين تم إخفاء الحقيقة عنهم أن يسامحوا قادتهم”.
رئيس اللجنة السيناتور ج. وليام فولبرايت، أعلن أنه إذا لم يعارض أعضاء مجلس الشيوخ الحرب في تلك المرحلة، “فنحن مجرد ملحق عديم الفائدة على الهيكل الحكومي” لكن أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ منعوا نشر تقرير للطاقم عن الأكاذيب وراء حادث خليج تونكين الذي أدى إلى اندلاع حرب أسفرت عن مقتل 400 جندي أمريكي أسبوعياً، كما حذَّر السيناتور مايك مانسفيلد بأن ما حصل في فيتنام وفي أرض المعركة كان كارثة عسكرية أمريكية.
لقد مهد أعضاء الكونغرس الكسالى والجبناء الطريق لمجازر في تشرين الأول 2002، قبل التصويت على قرار الكونغرس بالسماح للرئيس جورج دبليو بوش أن يفعل ما يشاء بشأن العراق، قدمت وكالة المخابرات المركزية تقييماً سرياً من 92 صفحة لأسلحة الدمار الشامل العراقية إلى الكابيتول هيل.
أثار التقرير السري لوكالة المخابرات المركزية شكوكاً حول وجود أسلحة دمار شامل عراقية أكثر بكثير مما أثار الملخص التنفيذي المكون من خمس صفحات، والذي حصل عليه جميع أعضاء الكونغرس، وتم تخزين التقرير في غرفتين آمنتين – واحدة لكل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ستة من أعضاء مجلس الشيوخ فقط كلفوا أنفسهم عناء زيارة الغرفة للنظر في التقرير، وفعل “حفنة” فقط من أعضاء مجلس النواب الشيء نفسه، وفقاً لما ذكرته واشنطن بوست.
أوضح السناتور جون روكفلر أن أعضاء الكونغرس كانوا مشغولين للغاية بحيث لا يمكنهم قراءة التقرير: “كل شخص في العالم يريد أن يأتي لرؤيتك” في مكتبك ، والذهاب إلى الغرفة الآمنة “ليس بالأمر السهل”.
تم إرسال مئات الآلاف من الأمريكيين على بعد 6000 ميل لأن أعضاء الكونغرس لم يكلفوا أنفسهم عناء السير عبر الشارع.. تصرف أعضاء الكونغرس كما لو أن الذهاب إلى غرفة مؤمنة للاطلاع على وثيقة مكونة من 92 صفحة تعادل قراءة 38 مجلداً بالكامل من موسوعة بريتانيكا على ضوء الشموع في خزانة متعفنة، كان لدى معظم أعضاء الكونغرس متسع من الوقت لإلقاء الخطب التي تؤيد قعقعة بوش بالحرب، ولكن لم يكن لديهم وقت لفحص الأدلة المزعومة للحرب.
بقلم: جيم بوفارد
المصدر: انفورمشين كليرنغ هاوس

السابق