تعطي مؤشرات ومعطيات الواقع الاقتصادي والمعيشي حقائق لا تحتاج للكثير من الدراسات أو التمحيص فيها مفادها باختصار أن المواطن مستمر في مواجهة أقسى الظروف المعيشية الصعبة، وبالمقابل لا تزال الإجراءات والقرارات المنتظرة والمتوافقة مع تلك الأوضاع كل حسب القطاع الخاص بها تتخذ بخطوات متثاقلة لا بل تخطئ في كثير من الأحيان هدفها وتوجهها.
وفي ظل هذا الواقع ومع تصريحات لاقتصاديين بأن العام القادم قد يكون أصعب اقتصادياً ومع أداء عمل لأغلبية المعنيين لم يرتق حتى اللحظة لمستوى المرحلة وظروفها وتحدياتها القاسية فإننا نحتاج إلى تغيير في الكثير من الخطط كي نصحح هذا الواقع الصعب.
يبرز في مكان ما على أرضنا الخيرة والمعطاء ضوء يشير بقوة لجهود وتعب وصبر، والأهم إنجاز حقيقي سيسهم دون شك في تخفيف معاناة الناس لحصولهم على مادة أو منتج ما، ويؤكد مجدداً أن مجالات العمل متاحة وكثيرة، وما يمكن تحقيقه في مجالات عديدة كبير وخير مثال يحضر بقوة وفخر هنا إطلاق المرحلة الأولى من تشغيل الضواغط التوربينية التي تمّ تركيبها حديثاً في معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى بهدف زيادة الإنتاج بنحو 500 ألف م3 من الغاز يومياً، بما ينعكس خلال الفترة المقبلة زيادةً في إنتاج محطات الكهرباء، وزيادةً في الكميات المُنتَجة من الغاز المنزلي ومشاركة السيد الرئيس بشار الأسد العمال والفنيين في إطلاق هذه المرحلة التي افتتحها سيادته بالعام 2009 وتعرضها كما غيرها العديد من المنشآت للتخريب والتدمير من الإرهاب إلا تأكيد على أنه لا شيء مستحيلاً مع العمل والإرادة، وليس أدل على ذلك من كلام السيد الرئيس لعمال وفنيي المنشأة عندما قال: أثبتم أننا قادرون أن نُنجز في الظروف الصعبة، ربما ببطءٍ شديدٍ، أو بتعبٍ كثيرٍ، أو بثمنٍ غالٍ، لكننا نستطيع وقدمتم نموذجاً لمعنى الصمود بعيداً عن الشعارات وبعيداً عن التنظير. وكنتم بمرحلةٍ صعبةٍ جداً سنداً وذخراً للبلد.
نعم نستطيع العمل والإنجاز وتوسيع دائرة الضوء عندما نتوجه لدعم نماذج لعمال ومنشآت تبذل جهوداً كبيرة لضمان بقائها وإنتاجها رغم كل الصعوبات وتذليل كل معيقات قد تعترضها بقرارات وتوجهات مدروسة وتعميمها لاحقاً وعندها فقط سيلمس المواطن نتائج فعلية لا تحتاج للكلام والترويج.