“تشاينا ديلي”: علاقة اليابان بأميركا كالرقص مع الذئب

الثورة- ترجمة رشا غانم:

تفكّر اليابان في الحدّ من تصدير تكنولوجيا أشباه المواصلات إلى الصّين، بعدما تلّقت تلك التعليمات من الولايات المتحدة الأميركية.
هل من السّهل بالنسبة للبعض أن ينسى التّاريخ؟.
ففي السبعينيات من القرن الماضي، ازدهرت صناعة أشباه المواصلات في اليابان بطريقة أكثر بكثير عمّا هي عليها اليوم، لقد كان من الشائع جداً بالنسبة للشباب في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، بأن يتباهوا ويفتخروا بجهاز سوني الووكمان الياباني، واُعتبرت علامة الصناعة اليابانية هي مركز النجاح المؤكد بالنسبة لمنتجات أشباه المواصلات.
كان من المتوقع جداً، أنّ الولايات المتحدة الأميركية لم تكن سعيدة بهذا الشيء، وسرعان ما اتخذت إجراءات سياسية وتجارية وغيرها من الإجراءات الأخرى لتلوي ذراع اليابان، وتجبرها على توقيع اتفاقية الولايات المتحدة – اليابان لأشباه المواصلات عام 1986. ووفقاً لهذه الاتفاقية، كانت اليابان مضطرة لفتح أسواقها لأشباه المواصلات، وضمان حصول الشّركات الأجنبية على 20 بالمائة من نسبة حصتها في السّوق خلال خمس سنوات.
وبفضل الإجراءات المناهضة للإغراق والتعريفات المرتفعة، استطاعت الولايات المتحدة الأميركية خفض حصة اليابان في سوق أشباه المواصلات من 50.3 بالمائة عام 1988، إلى 10 بالمائة عام 2019، حتى أنّ شركات أشباه المواصلات اليابانية- والتي كانت من ضمن الشركات العشر الرائدة في العالم- تراجعت من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الأخيرة، فمن الصّعب جداً في أيامنا هذه أن تجد هاتفاً ذكياً من صناعة اليابان.
وحتّى اليوم، يمكن للمرء قراءة الطباعة الدقيقة للصفقة على موقع وزارة الخارجية اليابانية. ومع ذلك، يبدو أن عدداً غير قليل من المسؤولين اليابانيين، ممن لهم رأي مهم في الشؤون الخارجية لبلدهم، قد نسوا هذا التاريخ.
يجب على اليابان أن لا تنسى بأنّه من طبيعة الذئب مهاجمة البشر وأكل لحمهم، والرقص مع الذئاب لن يغير ذلك.
لطالما حاولت الولايات المتحدة الأميركية الحفاظ على هيمنتها في القطاع التكنولوجي، وبسببه اضطرت اليابان، فرنسا، ألمانيا والصين إلى دفع الثمن. حتى أن هناك نكتة مفادها بأن الولايات المتحدة هي البطل الذي يحاول دائماً قمع الوصيف.
هذا وتتمثل أحد الخيارات المتاحة لليابان في التعاون مع الآخرين الذين كانوا في الطرف المتلقي للهيمنة الأمريكية لجعل صناعة أشباه الموصلات أكثر عدلاً، نظافة وشفافية. ومع ذلك، يبدو أنها اتخذت قرارها، بأن تكون إلى جانب المتنمر والاستفادة من الضحايا الآخرين.
إن التحول إلى حاملٍ لعلم الولايات المتحدة سيجعل اليابان تفقد مواقفها وآراءها الخاصة بها، على الأقل في صناعة أشباه الموصلات، إضافة إلى ذلك فإنها لن تتمكن من حماية مصالحها، وينبغي لليابان أن تراجع التاريخ لمصلحتها ولصالح جيرانها.

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة