الملحق الثقافي- سعاد سليمان:
في حفل لتوقيع كتاب رفع الأدباء، والكتاب الذين حضروا للتقديم للكتاب وللكاتب، والحديث عنهما، رفعوا الكتاب، ومن كتبه إلى قمة المجد بل أكثر .. كان المكان حيث أقيم حفل التوقيع مزدحماً بالحضور الرسمي والشعبي، وفي نهاية الحفل، أو -بدايته- ازداد الازدحام حول طاولات شراء الكتاب، حيث يقف بائع عند كل طاولة، وقد تعددت الطاولات.
حين بدأت بقراءة هذا الإنجاز العظيم، وحسب ما قدم له أدباء معروفون في المحافظة، وعلى المستوى العربي كأسماء مهمة، كانت النتيجة مخيبة للآمال .. الكتاب مجموعة من المشاعر تصلح أن تكون مقاطع بوح على صفحة التواصل الاجتماعي الشخصية لكاتبها.
في حفل آخر .. أعيد السيناريو نفسه.. وبعد انتهاء الحفل، وحين سألت أحد المقدمين للكتاب والمحللين، وقد وضع الكاتب، والكتاب في مصاف العظماء، عن رأيه قال: إنه لم يقرأه بعد!! بعض الحفلات التي حضرت كانت تجارية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وخاصة بعد أن قرأت ما احتفلنا به، وله .. الترويج عبر تقديم الكتاب من قبل مختصين بالثقافة يرفعون الكاتب فوق غيمة تمطر رذاذاً من إبداع، وخيراً وفيراً .. المهم أن تدفع،، وتأخذ نسختك، وتمضي. في الإهداء الذي يبدأ به الكاتب كتابه.. والذي منه تبدأ الرحلة – رحلة القراءة – وحيث يتوغل القارئ في عالم جديد .. الإهداء قد يكون دافعاً للمتابعة، أو التوقف عن المتابعة. الإهداء ليس مجاملة، وحفلات توقيع الكتب فرصة للكاتب أكثر مما هي فرصة للقارئ. أفشي سراً: حين أمسك كتاباً لأقرأ أبدأ بالإهداء طبعاً .. فهو في المقدمة .. ثم أقرر أن أتابع القراءة، أو أستغني بإغلاقه، وركنه بين الكتب على الرف المخصص في مكتبتي العارمة بالخيرات، وغيرها. أن تهدي كتاباً هو الأغلى بالنسبة لك ككاتب.. تكتب الإهداء بصدق ـ هو البوح ـ والكتاب هذه الهدية قد تكون الفرح، والجمال، والمحبة، وعوالم تعيشها، تحلق، تسافر، تسمو كقارئ .. الإهداء قد يجعلك تدخل قلب القارئ، يدفعك للولوج إلى عالم الكاتب، والمكتوب بقلب، وروح، بالصدق الذي يخرج من القلب، ويصل إلى القلوب .. بعيداً عن التجارة والتجار.
العدد 1123 – 6-12-2022