الثورة- هراير جوانيان:
تنطلق غداً الجمعة منافسات الدور ربع النهائي من بطولة العالم لكرة القدم المقامة نسختها الـ 22 في قطر بإجراء مباراتين تجمع الأولى بين البرازيل وكرواتيا، والثانية (الأقوى) بين الأرجنتين وهولندا.
في المباراة الأولى المقررة الساعة السادسة مساء ، يتطلع منتخب البرازيل لرقصة جديدة في حملته نحو استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 20 عاما، حينما يواجه منتخب كرواتيا، الطامح لتحقيق إنجاز جديد، عندما يلتقيان على ملعب المدينة التعليمية .
ويأمل المنتخب البرازيلي، الوحيد الذي شارك في جميع نسخ كأس العالم، في بلوغ الدور قبل النهائي للمونديال للمرة الـ 12 في تاريخه بالبطولة، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها برصيد 5 ألقاب.
ومنذ تتويجه بلقبه الأخير في المونديال بنسخة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، لم يتمكن منتخب البرازيل من اجتياز دور الثمانية سوى مرة وحيدة، حينما استضاف المسابقة على ملاعبه عام 2014.
وبعدما قدم أداء متذبذبا خلال مشواره في مرحلة المجموعات بالمونديال الحالي، رغم تربعه على صدارة ترتيب المجموعة السابعة برصيد 6 نقاط، قدم السيلساو أقوى عروضه، عندما اكتسح نظيره الكوري (4-1) في دور الـ 16، ليحافظ على مقعده الدائم في دور الثمانية للنسخة الثامنة على التوالي.
وبعث السامبا رسالة شديدة اللهجة لمنافسيه، أكد خلالها قدومه بقوة للوقوف مجددا على منصة التتويج في نهاية المطاف.
وعقب تعافيه من الإصابة في كاحل القدم التي تعرض لها في المباراة الافتتاحية للبرازيل في المونديال الحالي أمام صربيا ومشاركته في مواجهة كوريا الجنوبية، يسعى نيمار لقيادة منتخب راقصي السامبا نحو تحقيق انتصار جديد في المونديال.
وأحرز نيمار هدفا من ركلة جزاء في شباك كوريا الجنوبية، ليرفع رصيده إلى 76 هدفا دوليا، ويصبح بحاجة لتسجيل هدف وحيد لمعادلة رقم أيقونة الكرة البرازيلية بيليه، الهداف التاريخي لمنتخب البرازيل. وبهدفه في كوريا الجنوبية، الذي حمل الرقم 7 في 12 مباراة خاضها مع الفريق خلال مسيرته في المونديال التي بدأت بنسخة 2014، أصبح نيمار ثالث لاعب يهز الشباك في 3 نسخ لكأس العالم على الأقل مع منتخب البرازيل، خلف بيليه والظاهرة رونالدو.
من جانبه، يطمح منتخب كرواتيا، وصيف نسخة المونديال الماضي، في التأهل للمربع الذهبي لكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه والثانية على التوالي، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره.
ومثلما تأهل لدور الثمانية عقب فوزه على منتخب الدانمارك بركلات الترجيح بدور الـ16 في المونديال الماضي قبل 4 أعوام، اقتنص المنتخب الكرواتي ورقة الترشح للدور ذاته في النسخة الحالية بعد اللجوء لركلات الترجيح، التي ابتسمت له خلال مباراته ضد منتخب اليابان بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1).
وجاء التأهل الصعب لدور الثمانية نتيجة طبيعية لتذبذب أداء لاعبي منتخب كرواتيا، الذي صعد للأدوار الإقصائية بعد حلوله ثانيا في ترتيب المجموعة السادسة خلف المغرب برصيد 5 نقاط، من انتصار وحيد وتعادلين
وبصفة عامة، لم يحقق منتخب كرواتيا أي انتصار خلال لقاءاته الخمسة التي خاضها ضد البرازيل على الصعيدين الرسمي أو الودي، حيث حقق تعادلين في أول مواجهتين وتلقى 3 هزائم.
وكانت أول مباراتين وديتين ، جرت الأولى عام 1996 في مدينة ماناوس البرازيلية وانتهت 1-1 ، ثم تعادلا مجدداً في المواجهة الثانية في سبليت عام 2005 بنفس النتيجة. وكانت المواجهتان الثالثة والرابعة في المونديال عامي 2006 في غيلزنكيرشن الألمانية و2014 في ساو باولو البرازيلية ، وكانت الغلبة للبرازيل الأولى 1-0 والثانية 3-1 ، أما آخر مباراة جمعتهما كانت ودية في مدينة ليفربول الإنكليزية وانتهت لمصلحة نجوم السامبا 2-0.
وفي المباراة الثانية المقررة غداً الساعة العاشرة ليلاً، يواجه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، اختبارا صعبا آخر نحو تحقيق حلمه في إعادة لقب كأس العالم إلى بلاده من جديد، حينما يلتقي منتخب الأرجنتين مع نظيره الهولندي على ملعب لوسيل.
وتعتبر المباراة بمثابة نهائي مبكر للبطولة، حيث تعيد إلى الأذهان اللقاءات السابقة التي جمعت بين المنتخبين في كأس العالم، والتي كان أبرزها المباراة النهائية لنسخة المسابقة عام 1978 بالأرجنتين، والتي توج من خلالها منتخب راقصي التانغو بلقبه الأول في البطولة، عقب فوزه 3-1 بعد التمديد على منتخب الطواحين.
ويأمل كلا المنتخبين في اقتناص بطاقة الترشح للمربع الذهبي في البطولة الأهم والأقوى في عالم الساحرة المستديرة، من أجل مواصلة أحلامهما، حيث يتطلع منتخب الأرجنتين للتتويج بلقبه الثالث في البطولة والأول منذ 36 عاما، في حين يبحث منتخب هولندا عن حمل كأس العالم للمرة الأولى، بعدما صعد للمباراة النهائية 3 مرات.
وخلال مسيرته بالنسخة الحالية للمونديال، صعد المنتخب الأرجنتيني، الذي يشارك في كأس العالم للمرة الـ18، إلى دور الـ16 عقب تصدره ترتيب المجموعة الثالثة، التي ضمت منتخبات بولندا والمكسيك والسعودية، برصيد 6 نقاط، من فوزين وخسارة وحيدة.
وتأهل منتخب الأرجنتين لدور الثمانية في البطولة للمرة السابعة في النسخ العشر الأخيرة للبطولة، إثر تغلبه 2-1 على منتخب أستراليا في دور الـ16، حيث يأمل حاليا في بلوغ المربع الذهبي للمونديال للمرة السادسة في تاريخه، والثانية في آخر 3 نسخ.
ويدين منتخب الأرجنتين بفضل كبير في صعوده إلى هذا الدور لميسي، الذي ساهم بأربعة أهداف من إجمالي 7 أهداف أحرزها الفريق في البطولة حتى الآن، عقب تسجيله 3 أهداف وقيامه بتمريرة حاسمة واحدة.
ويأمل ميسي، الذي توج بجائزة أفضل لاعب في العالم 7 مرات، في كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية مع مواطنه الراحل دييغو مارادونا والأسطورة البرازيلي بيليه، اللذان جمعا بين المهارة المذهلة وحصد الألقاب والجوائز والشعبية الطاغية، بالإضافة للفوز بكأس العالم، الذي مازال لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي يحلم بتتويجه الأول في تلك المسابقة.
وواصل ميسي صناعة التاريخ مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال، عقب افتتاحه التسجيل خلال مباراة أستراليا، التي شهدت خوضه المباراة رقم 1000 في مسيرته داخل المستطيل الأخضر سواء مع منتخب بلاده أو مع فريقيه الحالي باريس سان جيرمان والسابق برشلونة الإسباني.ورغم أن هذا الهدف هو الأول لميسي في الأدوار الإقصائية بالمونديال، لكنه حمل الرقم 9 في سجل أهدافه مع الأرجنتين خلال مسيرته الطويلة بكأس العالم، التي بدأت في نسخة عام 2006 بألمانيا، ليصبح على بعد هدف وحيد من أجل معادلة المهاجم السابق غابرييل باتيستوتا، الهداف التاريخي للمنتخب اللاتيني في المونديال.
وعزز ميسي تصدره لقائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب الأرجنتين بتسجيله 94 هدفا في 169 مباراة خاضها مع الفريق بمختلف المسابقات، كما وصل لهدفه الـ14 مع الفريق خلال عام 2022، أكثر من أي عام ميلادي آخر.
من جانبه، يحلم منتخب هولندا بالظهور في الدور قبل النهائي لكأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، وذلك في مشاركته الـ11 بالمونديال، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره.وتصدر فريق المدرب المخضرم لويس فان غال ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت منتخبات قطر والسنغال والإكوادور، برصيد 7 نقاط، محققا فوزين وتعادل وحيد.ولم يجد المنتخب الهولندي أدنى صعوبة في اجتياز نظيره الأميركي في دور الـ16 بعدما تغلب عليه 3-1، حيث حسمت خبرة لاعبيه الموقف لصالحهم رغم محاولات المنتخب الأمريكي تحقيق المفاجأة.
ويتطلع منتخب هولندا للثأر من خسارته أمام الأرجنتين بركلات الترجيح في آخر مواجهة جرت بينهما بكأس العالم، وذلك في الدور قبل النهائي بنسخة 2014 في البرازيل، حيث كان فان غال يتولى حينها قيادة المنتخب الهولندي.
وستكون هذه هي المواجهة السادسة بين الأرجنتين وهولندا في كأس العالم، حيث دائما ما تتسم لقاءاتهما بالإثارة والندية، وهو ما تكشفه لغة الأرقام.وتبادل كل منتخب الفوز على الآخر مرتين، بينما فرض التعادل نفسه على مباراة وحيدة في لقاءاتهما الخمسة السابقة بالمونديال.
وبصفة عامة، التقى المنتخبان في 9 لقاءات على الصعيدين الرسمي والودي، حيث حقق المنتخب الهولندي 4 انتصارات، بينما فاز منتخب الأرجنتين في مباراة واحدة، وخيم التعادل على 4 مباريات (حسمت 2 منها للأرجنتين بركلات الترجيح).
يذكر أن الفائز من تلك المباراة، سوف يلتقي يوم الثلاثاء القادم في الدور قبل النهائي على ملعب لوسيل، مع الفائز من مباراة البرازيل وكرواتيا .