يد بيضاء وأخرى سوداء..!

رأى الحكماء قديماً، أن خلود الإنسان بثلاث ” ولد صالح وشجرة معطاء وكتاب قيّم”..
وهي بالفعل معززات حقيقية لترسيخ أثر إنسان مرّ على هذه الدنيا ورحل ..
المقولة رمزية نوعاً ما، فبعضهم ترك أثراً طيباً بدون كتاب أو شجرة، وكانت بصمته عملاً طيباً أو مساهمة اجتماعية، أو حضوراً دافئاً في أوساط الفقراء والمعوزين..
اليوم نبدو بأمس الحاجة لمن يمكنهم توثيق أثر طيب في سجلات هذه الحياة، وقد تكون الظروف الصعبة الراهنة فرصة لاتتكرر كثيراً أمام القادرين .. وبمصطلحات اليوم “الميسورين” لأن أي مبادرة خلاقة ستشكل قيمة مضافة وعلامة فارقة في محافظة أو مدينة أو حتى قرية.
بالأمس أطلق أحد رجالات محافظة طرطوس “مبادرة نور” بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومجلس المدينة، لإنارة الشوارع الرئيسة باستخدام ألواح الطاقة الشمسية.. وهي خطوة هامة لعدة اعتبارات إذ لايجوز أن تكون شوارع مدينة محافظة مظلمة وفيها أناس قادرون على تبديد الظلام.
المبادرة نموذج للكثير من المساهمات التي يمكن أن يقدمها القادرون على تخفيف وطأة الحرب والحصار والضائقة عن البلاد والعباد..وهو دور وواجب بديهي وليس استثنائي في ثقافتنا وتقاليدنا .. لكنه بات استثنائياً اليوم في ظل إحجام كثيرين عن تقديم مساهمات لاتشكل أعباء عليهم، لكنها تترك أثراً لن ينساه من هم بحاجة أو ضيق حال.
هو ذاته مفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي طالما كان عنواناً للكثير من الجدل، لكن المبادرات الحقيقية كانت خجولة وليست على قياس الاستحقاقات الصعبة التي رتبتها الأزمة.
ونظن أن أقل الواجب ألا يتعمد “المليؤون مادياً” استفزاز المأزومين باستعراض مظاهر إنفاق ترفي وبازخ، فيكونوا كمن يرقص ويحتفي بمآتم الآخرين.
لانعتقد أن ثمة قانون يردع الاستعراض المستفز، أو يلزم بتقديم مساهمات على سبيل التكافل الاجتماعي..إلا القانون الأخلاقي، لكن يمكن أن نستثمر عامل العدوى أو خاصية حب التقليد، عبر إظهار وتسويق المبادرات الطيبة كي يخجل من لم يبادر..رغم أن التعويل على الخجل لم يعد ذا فعالية مضمونة.

نهى علي

آخر الأخبار
تعاون بين السياحة والطيران لتطوير برامج التدريب الوطني المعهد التقاني للصناعات التطبيقية بحمص يستقبل ضعفي طاقته الاستيعابية لاستخدامها السلطة الفاسدة.. الأوقاف تفسخ العقد المبرم مع شركة موبيلينك معدات حديثة للمكتبة الظاهرية والمدرسة العادلية اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد جلسة موسعة في الصنمين "الطوارئ وادارة الكوارث": انفجار الألغام أثناء الحرائق سبب لاتساعها روسيا نحو استراتيجية جديدة في سوريا بعد عشر سنوات من التدخل   "خطة ترامب".. هل هي لإنهاء للحرب أم لاحتلال غزة؟ "من الموت إلى الأمل"..  توثيق إنجازات فرق إزالة الألغام وتضحياتهم   جامعة اللاذقية تنهي استعداداتها لبدء التسجيل بالمفاضلة العامة غداً تحديث أسطول وآليات مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق لجنة لدراسة تعديل قانون التأمينات الاجتماعية عصمت العبسي: انتصار الشعب السوري ثمرة نضال شعبي وليس منّة من أحد تلمنس تستعيد أنفاسها بعد إزالة نصف أنقاضها بجهود الخوذ البيضاء مكتب لرعاية شؤون جرحى الثورة في درعا سراقب.. عودة الحياة المدرسية بعد التحرير و دعم العملية التعليمية وصول 50 حالة تسمم إلى مستشفى نوى الوطني.. و وحدة المياه تنفي الثلوث  امتحانات السويداء.. حلول على طاولة "التعليم العالي" إجراءات صارمة ضد الجهات غير المرخصة في السوق المالية دمشق .. حيث يصبح ركن السيارة تحدياً.. مواقف مشغولة وقلق متواصل