الثورة – بشرى سليمان:
على الرغم من العنف الذي يتعرض له الشعب السوري من الخارج حصاراً وعقوبات، لم يمنع المجتمع عن دعم ومشاركة نشاطات حملة ال16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة بمختلف هيئاته ونقاباته ومنظماته وأفراده تحت عناوين متعددة، وفي هذا الإطار أشارت الباحثة الاجتماعية رغداء الأحمد من خلال الندوة التي أقامها الاتحاد العام لنقابات العمال أمس تحت عنوان ( مسؤوليتنا كلنا ضد العنف المبني على النوع الاجتماعي)، إلا أن الشعب السوري نتاج حضارات عريقة أغنت الإنسانية بكل ما للكلمة من معنى، فهو شعب متسامح متصالح ينبذ العنف بكل أشكاله ويعتبره خطراً لا يستهان به، خاصة عندما يطبق على المرأة الأم، لافتة أن الجنين في رحم أمه (وهي البيئة الأولى للإنسان) تنعكس عليه الحالات النفسية التي تمر بها الأم إن كانت معنَّفة من قبل الزوج أو تعيش حالة توتر لإرضاء المحيط والآخر خوفاً من طردها خارج المنزل، والطفل في سنواته الأولى يتأثر بكلام الأم وتصرفاتها وحالاتها المزاجية بأدق تفاصيلها، فهي الأقدر على خلق جيل نظيف متوازن يمكن أن يكون لبنة سليمة ببناء مجتمع جديد لاحقاً، أو يمكنها أن تبث سمومها في عقل هذا الطفل فيصبح تهديداً حقيقياً على أي محيط يحتك به بدءاً من الصف ومقعد الدراسة وانتهاءً بالمجتمع ككل، وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة وقد لمسناه بوضوح في واقعنا السوري عند المقارنة بين الأم التي قدمت الشهيد والأم التي قدمت الإرهابي فهما متشابهتان من الناحية البيولوجية مختلفتان بالوعي والتربية والفكر والإيمان.
وأكدت الأحمد أن وعي المرأة لا ينفصل عن وعي الأسرة والمجتمع إنها كسلسلة متصلة، ومن هنا جاء الاهتمام بقضايا المرأة ليس تعصباً بل لأنها تصنع الآخر، ودورها لايقتصر على الإنجاب فقط بل لها دور سياسي، تربوي، صحي، بيئي، قانوني حيث تُربِّي وتنشئ إنساناً سوياً يخدم وطنه، وليس متشنجاً متعصباً يحمل فكراً متشدداً لا يرى الآخر.
السابق