الثورة – تقرير أسماء الفريح:
رغم التحذيرات المتكررة من مخاطر وصول الأسلحة التي تقدمها دول الغرب إلى أوكرانيا لمواصلة تأجيج الحرب فيها إلى الجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية وغيرها إلا أن تقارير موثقة تؤكد تزايدها مع تسهيل عبورها من قبل دول معروفة وعلى رأسها الولايات المتحدة.
القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس يوشيلين أكد أنه بسبب الدعم الغربي لكييف بالأسلحة أصبحت أوكرانيا أحد أكبر موردي الأسلحة في السوق السوداء. مشيراً إلى أنه بات من السهل الحصول عليها وهي متاحة في هذه السوق وعن طريق شبكات الانترنت السرية “دارك نت”.
بوشيلين قال في تصريح له إن الأسلحة الموردة لأوكرانيا تقع في أيدي التنظيمات الإرهابية الإجرامية الأمر الذي يجعل من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا دولاً داعمة للإرهاب مبيناً أن من بين الأسلحة الموردة لكييف والتي تباع في السوق السوداء ويتم نقلها إلى بلدان أخرى ومنها بلدان إفريقية صواريخ “جافلين” الأمريكية.
وكان الرئيس النيجيري محمد بخاري حذر خلال مؤتمر قمة رؤساء دول حوض بحيرة تشاد التي عقدت في العاصمة الفدرالية أبوجا أواخر الشهر الماضي من أن الأسلحة المستخدمة في النزاع بأوكرانيا يجري تهريبها إلى الإرهابيين في منطقة بحيرة تشاد مضيفاً أن الحرب الدائرة في أوكرانيا وساحل تشاد تعتبر المصدر الرئيسي
لتهريب الأسلحة والمقاتلين في منطقة بحيرة تشاد.
وفي مقال بصحيفة The Hill” ” “ذا هيل” الأميركية للمحلل السياسي جوردان كوهين والباحث جوناثان إليس ألين أقرا فيه أن الأسلحة التي نقلتها الولايات المتحدة إلى كييف بدأت بالفعل بالانتشار في دول أخرى واعتبرا
أن تسريب الأسلحة الأمريكية من أوكرانيا لا يمكن إيقافه لأن القتال لا يسمح لواشنطن بإرسال خبرائها إلى الميدان لمراقبة الأسلحة على حد قولهما.
روسيا من جانبها كانت حذرت مراراً من عواقب وصول الأسلحة الغربية الموردة إلى أوكرانيا لدول ثالثة وبوتيرة متزايدة وطلبت عقد اجتماع في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لمناقشة هذه المسألة الخطيرة
وآثارها المدمرة في مناطق مختلفة من العالم على السلم والأمن الدوليين ولفت أنظار الدول المعنية بتزويد كييف بالأسلحة إلى مغبة مواجهتها إجراءات قانونية محددة.
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال في كلمة خلال الاجتماع الذي عقد قبل أيام : “نسجل
بعناية كل هذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها وستكون لها عواقب قانونية محددة على جميع المتورطين”.
“نحن نتعقب وندمر المعدات الموردة.. ونظراً لتقلصها في المستودعات الغربية تحاول واشنطن وحلفاؤها مؤخراً العمل بنشاط مع دول ثالثة وشراء الأسلحة والمعدات العسكرية منها وتزويد أوكرانيا بها “يضيف نيبينزيا
مشيراً إلى إقرار وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا مؤخراً بحقيقة هذه المعاملات”.
المندوب الروسي أكد أيضاً وجود تقارير عن نقل أسلحة من مستودعات في أوكرانيا إلى دول إفريقية كما بين أن بعض الأسلحة الممنوحة إلى أوكرانيا موجودة في السوق السوداء في بلدان بالشرق الأوسط.
وسبق أن أرسلت روسيا مذكرة إلى دول حلف الناتو بسبب إمداد أوكرانيا بالأسلحة محذرة إياها من أنها تلعب بالنار وسيكون لها تأثير سلبي على المفاوضات المزمعة بين موسكو وكييف.