الثورة- تقرير أسماء الفريح:
أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو أن عودة اليابان إلى العسكرة يمثل تحدّيا خطيرا لأمن روسيا وآسيا والمحيط الهادئ مشددا على أن بلاده ستبطل أي تهديد عسكري ياباني.
وقال رودينكو في تصريح له نقله موقع قناة روسيا اليوم الالكتروني: “أشرنا إلى استعجال إدارة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في التخلي عن مسار التنمية السلمية لليابان والتي التزمتها منذ عقود، والتحول إلى العسكرة وباشروا إجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق بالقرب من الحدود الروسية بمشاركة حلفاء غير إقليميين كما أعلنوا عن تبنيهم عقيدة جديدة للدفاع والأمن وزيادة غير مسبوقة في الإنفاق العسكري”.
وحذر رودينكو من أنه إذا استمرت هذه الممارسات من جانب طوكيو فإن بلاده ستضطر لاتخاذ التدابير الجوابية المناسبة لإبطال التهديدات العسكرية التي تواجهها” مشيرا إلى أن روسيا تعبر عن موقفها من هذه المسألة بشكل علني وعبر القنوات الدبلوماسية.
وأعلنت اليابان في كانون الأول من العام 2022عن استراتيجية جديدة للأمن القومي تتضمن تعديلا لسياستها الأمنية لما بعد الحرب العالمية الثانية والتي تبنتها طيلة 6 عقود حيث تعتزم من خلالها تخصيص 313 مليار دولار على مدار خمسة أعوام لتسليح جيشها عبر واحدة من أكبر ميزانيات الدفاع في العالم إلى جانب سعيها للقيام بدور أكثر نشاطا في الأمن الإقليمي من خلال العمل بشكل أوثق مع الولايات المتحدة وحلفائها لتحقيق ذلك فيما يقول خبراء إن هذا التحول سيعود بتداعيات كبيرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ولاسيما أن واشنطن تضغط على طوكيو لوضعها في مواجهة مباشرة مع الصين كما فعلت مع أوكرانيا في أزمتها مع روسيا.
وحول توقيع معاهدة سلام مع اليابان قال رودينكو إن طوكيو لا تتخلى عن نهجها ومسارها المعادي لروسيا و لذلك يبدو الحوار بشأن توقيع المعاهدة أمرا مستحيلا.
وأضاف “من الواضح تماما أنه من المستحيل مناقشة توقيع مثل هذه الوثيقة مع دولة تتخذ مواقف غير ودية علانية، وتسمح لنفسها بتهديدات مباشرة ضد روسيا لافتا إلى أنه ليس هناك بوادر على ابتعاد اليابان عن المسار المعادي لموسكو ولا توجد أي محاولات لتصحيح الوضع القائم حاليا”.
وأشار رودينكو إلى أن الجانب الروسي، تفاوض سابقا مع اليابان حول معاهدة شاملة كاملة بشأن السلام والصداقة وحسن الجوار، التي كان يجب أن تحدد الاتجاهات الرئيسية لتسريع تطوير كل العلاقات الروسية اليابانية لكن ومع بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا انخرطت إدارة كيشيدا بنشاط في تنظيم الحملة الغربية المعادية لروسيا وقامت بإلغاء كل نتائج التعاون متبادل المنفعة المتراكمة على مدى سنوات عديدة.
يشار إلى أن روسيا واليابان لم تبرما معاهدة سلام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب خلافات بينهما حول 4 جزر ضمن مجموعة الكوريل في مياه المحيط الهادئ حيث تؤكد موسكو أن هذه الجزر أصبحت جزءا من أراضيها بموجب نتائج الحرب العالمية الثانية وتم تسجيل السيادة الروسية عليها بالتوافق مع القانون الدولي فيما ترفض طوكيو ذلك.
