تكسير حافلة فريق من قبل مشجعي الفريق المضيف، وانسحاب نادٍ لأكثر من مرة، وحالات شغب واعتداء واعتراض في عدة مباريات على أداء الحكام، كلها مشاهدات تم تسجيلها مع استئناف منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم علماً أن المسابقة لا زالت في بدايتها، ولم يحسم شيء فيها، سواء بما يتعلق بالمنافسة على اللقب أو بالهروب من شبح الهبوط، مع وجود مؤشرات ومعطيات تؤكد تكرار المظاهر السلبية وتكريسها أكثر مع توالي جولات ومراحل الدوري الذي بات عبئاً على اتحاد كرة القدم ومعه الاتحاد الرياضي العام، في ظل غياب الحلول و تعذر إنهاء هذه الحالات.
في الحقيقة فإن ما يثير الاستغراب ليس عجز المؤسسات الرياضية عن معالجة كل المشاهد السلبية التي يعج بها دورينا فقط، وإنما أيضاً عدم وجود ما يبرر كل هذا التشنج الذي تشهده ملاعبنا على اعتبار أن الجوائز المادية ليست بالمستوى المطلوب، وعلى اعتبار أن الدوري لا يحظى بتلك المتابعة الجماهيرية و الأضواء الإعلامية التي يسيل لها لعاب كوادر فرق الدوري الفنية و الإدارية، أي أن المكتسبات المنتظرة من التنافس تكاد تكون معنوية أكثر من أي شيء آخر، ومع ذلك فإن تعامل الفرق وجماهيرها مع أحداث المسابقة يعطي انطباعاً، بأن التنافس قائم على أهم بطولة في العالم وليس على لقب مسابقة تكاد تكون نشاطاً رياضياً أكثر من كونها منافسة رسمية!.
وبالتأكيد فنحن هنا لا نقلل من قيمة مسابقاتنا المحلية ولكن بصراحة فإن ما تفرزه هذه المسابقات من أحداث ومشاهد نتيجة التعامل المتعصب مع نتائج المباريات هو ما يقتل الرغبة في متابعة أخبار ونتائج الدوري الذي بات مسرحاً للعجائب!!.