“تشاينا ديلي”: علماء صينيون مهاجرون يغادرون أميركا

الثورة – ترجمة رشا غانم:

في تشرين الثاني2018، شنّ ترامب حرباً تجارية مع الصين، وبدأت الحكومة الأمريكية برنامجاً مثيراً للجدل يسمى مبادرة الصين، وكان هذا البرنامج المتحيز عنصرياً، الذي يهدف إلى محاربة السرقة الصينية المشتبه بها لأسرار التكنولوجيا والملكية الفكرية بناءً على الأدلة الكاذبة التي قدّمها مكتب التحقيقات الفيدرالي، كان كارثة لجميع الأساتذة الصينيين العاملين في أمريكا.
ومن الأمثلة على ذلك البروفيسورة شيري تشين في عام 2014، التي عملت في خدمة الأرصاد الجوية الوطنية بأميركا، وتمّ القبض عليها في العمل، هذا ولم تتأكد التهم التي وجهتها إليها الحكومة الأمريكية، واضطرت الحكومة إلى إسقاطها بعد ثلاث سنوات، لكنّ الأمر استغرق ثماني سنوات لكي تناضل البروفيسورة تشين من أجل حريتها، كما كلفتها الرسوم القانونية مئات الآلاف من الدولارات.
ووفقاً لاستطلاع أجرته جامعة أريزونا العام الماضي، فكّر 40 في المئة من العلماء الصينيين في مغادرة الولايات المتحدة بسبب الخوف من مراقبة الحكومة الأمريكية، حيث استطلع منتدى الباحثين الأمريكيين الآسيويين لما يقرب من1300 عالم من أصل صيني تمّ توظيفهم في الجامعات الأمريكية، ووجدوا أن 61 بالمئة من هؤلاء العلماء تمّ الضغط عليهم لكي يغادروا الولايات المتحدة، وأعرب 65 بالمئة عن مخاوفهم بشأن تعاونهم مع الصين، ومعظمهم من الباحثين الشباب، إضافة إلى 1300 عالم، أي أكثر من نصفهم من المواطنين الأمريكيين المتجنسين، مع 36 بالمئة إضافية من المقيمين الدائمين، حيث تبدو آفاق العلماء الصينيين في أمريكا قاتمة في أحسن الأحوال وعدائية في أسوأ الأحوال.
أمريكا أمة هجرة، حيث حوّلت الحروب والصراعات الدينية والكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسية في البلدان الأخرى وفرص العمل، والبيئة المعيشية الأفضل وما يسمى بالنظام الديمقراطي الأميركي، الولايات المتحدة، وبالصدفة، إلى أرض ذات مغناطيس تجذب الملايين من العمال الرخيصين والموهوبين حول العالم لمغادرة مواطنهم الأصلية إلى أرض الأمل لتحقيق أحلامهم، حيث جعلت قوى الدفع والجذب السحرية الولايات المتحدة المكان الأكثر ديناميكية وقاطرة للاقتصاد العالمي منذ ما يقرب من قرن.
ومع ذلك، فإن الازدهار والتقدم التكنولوجي الذي جلبته موجات المهاجرين من خلفية ثقافية أخرى لا تعترف به الثقافة السائدة التي يهيمن عليها الأنجلو ساكسونيين البيض، فعندما كانت الدول في حالة توتر أو صراعات مع الولايات المتحدة، كان المغتربون في أمريكا محكوماً عليهم بإساءة المعاملة والإذلال بشكل عشوائي في الولايات المتحدة.
الأمريكيون اليابانيون والأمريكيون الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، والأمريكيون الصينيون في عصر الذعر الأحمر تحت إدارة أيزنهاور، والأمريكيون المسلمون بعد هجوم 11 أيلول، أصبحوا جميعاً هدفاً للمشتبه به، وتم رفض هويتهم الوطنية والتشكيك في ولائهم للولايات المتحدة وصودرت ممتلكاتهم، كما تم وضعهم في معسكرات الاعتقال لترحيلهم.
ومن بين هؤلاء المهاجرين، عانى الأمريكيون الصينيون أكثر من غيرهم، حيث انجذبت المجموعة الأولى من الصينيين إلى كاليفورنيا بسبب أخبار الذهب، ولكنها تحولت إلى عمالة بدنية رخيصة لبناء السكك الحديدية عبر القارات بعد الحرب الأهلية الأمريكية، فلقد حصلوا على أصعب جزء من مهمة بناء السكك الحديدية في جبل روكي، وتوفي الآلاف من عمال السكك الحديدية الصينيين هناك، ولكنّ العمال الصينيين أكملوا المهمة الصعبة بنجاح.
وفي العام الأخير، عُكست قوى الدفع والجذب، ومن الواضح أن عقود الحروب العالمية أضعفت القدرة الوطنية للولايات المتحدة، وركد الاقتصاد الأمريكي وتم التشكيك في القيادة العالمية، فعلى الصعيد المحلي، أصبح استقطاب الثروة وتدهور البنية التحتية والمنافسة الحزبية غير العقلانية والقتل العشوائي لاسيما تلك النّاجمة عن الصراعات العرقية المتصاعدة وانتشار تعاطي المخدرات، سرطاناً غير قابل للشفاء في الولايات المتحدة.
وعلى الصعيد الدولي، جلبت ما يسمى بالمهمة المقدسة المتمثلة في نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط كارثة للناس هناك، حيث شهد العالم بأسره لامبالاة الحكومة الفيدرالية بحياة وموت شعبها في مواجهة كوفيد19 والأداء الأخرق في الحد من الوباء، والكارثة الإنسانية في أوكرانيا وروسيا التي جلبها الناتو بقيادة الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى فقدان الولايات المتحدة سمعتها كأمة من المهاجرين، وسحرها للأشخاص الذين يتوقون إلى حياة أفضل وشعور بالأمان وفرص العمل هناك.
المصدر: تشاينا ديلي

آخر الأخبار
استكمالاً للمسار الدبلوماسي السوري الأميركي.. وفد من "الكونغرس" يزور دمشق استئناف الترانزيت عبر سوريا.. خطوة استراتيجية لتعافي الاقتصاد وتنشيط التجارة الإقليمية معركة التحرير في الاقتصاد.. من الاحتكار إلى الدولة الإنتاجية توقيت الزيارة الذي يتزامن مع عيد التحرير له رمزية...ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن في زيارة مرتقب... الاقتصاد الدائري.. مسار جديد لمواجهة التحديات البيئية والخدمية القطاع الصحي في حمص.. تقييمات ميدانية تكشف مزيجاً من التحسن والشكاوى اطلبوا الإعمار ولو في الصين! طلاب المهجر بين فرحة العودة وصعوبات الاندماج.. الفجوة اللغوية في صدارة التحديات لقاءات ندية في دوري المؤتمر كومباني وفابريغاس.. جيل مدربين شباب يصنع مستقبل الكرة الأوروبية الحياة تعود إلى ملاعبنا بعد منتصف الشهر القادم صوت النساء في مواجهة العنف الرقمي صورةٌ ثمنها مئات آلاف الشهداء المواطن يدفع الثمن واتحاد الحرفيين يعد بالإصلاح عندما تكون المنتخبات الوطنية وسيلة وليست غاية! أولى أمطار دمشق تكشف ضعف جاهزية شبكات التصريف خبراء: "يتم حشد المكونات السورية على طاولة العاشر من آذار" العنف ضد المرأة.. جروح لا تندمل وتحدٍّ ينتظر الحلول مندوب سوريا الدائم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: مرحلة جديدة من التعاون واستعادة الحقوق السورية جولة المفاجآت الثقيلة في دوري أبطال أوروبا